أجواء الانتفاضة الثالثة تخيّم على مدن الضفة الغربية والقدس

الأربعاء 24-02-2010 00:00

خيمت أجواء انتفاضة فلسطينية ثالثة على مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة أمس مع اندلاع مواجهات فى أحياء بالقدس المحتلة، فيما عم إضراب شامل 3 مدن بالضفة احتجاجاً على قرار الاحتلال الإسرائيلى بضم الحرم الإبراهيمى الشريف بمدينة الخليل، ومقام راحيل زوجة سيدنا يعقوب ببيت لحم إلى التراث اليهودى، وهى خطوة اعتبرتها تقارير إسرائيلية تمهيداً لهدم المسجد الأقصى فى 16 مارس المقبل، وفقا لنبوءة يهودية قديمة.

وحذر الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى، فى بيان حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه أمس، من تصاعد الخطر على المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية التى بدأت تصعيد الهجوم على المسجد والمنطقة المحيطة به، بضم الحرم الإبراهيمى وقبر «راحيل» وقال الشيخ صلاح إن الأمر لن يقتصر على ما أعلنته إسرائيل من قرارات، ولكنه سيمتد إلى القضاء على المسجد الأقصى كلياً، مشيراً إلى أن صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية ذكرت منذ أيام قليلة أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو شرعت فى بناء هيكل سليمان الثالث المزعوم وهدم المسجد الأقصى فى 16 مارس المقبل، معتمدة فى ذلك على نبوءة أصدرها «جاؤون فيلنا» أحد حاخامات اليهود فى القرن الـ18، كان قد حدد فيها موعد بناء الهيكل الثالث فى يوم 16 مارس من عام 2010.

 وأضاف الشيخ رائد صلاح فى بيانه: «قد لا يعلم الكثيرون أن الحكومة الإسرائيلية ستنتهى فى 15 مارس المقبل من تشييد معبد (حوربا)، أحد أهم دور العبادة اليهودية فى القدس المحتلة وتم تدميره فى عام 1948.

وتم بناء هذا المعبد قرب حائط البراق الذى يمثل الجزء الغربى للمسجد الأقصى، وسيمثل افتتاحه، بحسب الحكومة الإسرائيلية، البداية الفعلية لبناء أسطورى على حساب المسجد الأقصى». ولفت رئيس الحركة الإسلامية إلى أن الاحتلال يسعى بجانب ذلك إلى تحويل مصلى المتحف الإسلامى، أحد أبنية المسجد الأقصى، إلى كنيس يهودى بعدما بدأ فى الأسابيع الماضية بهدم القصور الأموية، وتابع مضيفاً: «إسرائيل لن تترك المسجد على حاله».

وعلى مدى سنوات طويلة، قامت إسرائيل بعمل شبكة من الأنفاق تحت المسجد الأقصى وأخرى أسفل القدس القديمة، وثالثة أسفل حى سلوان تنوى ربطها جميعاً تحت المسجد الأقصى، وهو ما سيؤدى إلى تصدع بعض جوانب مبانى المسجد الأقصى، وانهيار كثير من المنازل فى القدس القديمة، بحسب الشيخ صلاح.

وميدانياً، ذكرت مصادر فلسطينية أن مواجهات اندلعت بين طلبة مدارس مخيم شعفاط وفى شارع صلاح الدين ومنطقة الصوانة بجبل الزيتون «الطور» بالقدس المحتلة والقوات الإسرائيلية احتجاجاً على قرار ضم الحرم الإبراهيمى ومقام راحيل. وأشعل الطلبة الإطارات المطاطية وقذفوا عناصر الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما ردت عليهم قوات الاحتلال بالقنابل السامة المُسيلة للدموع والرصاص الحى والمطاطى. وأفادت المصادر بأنه تم إغلاق الحاجز العسكرى الموجود على مدخل مخيم شعفاط أمام حركة السيارات والمواطنين، فضلاً عن استقدام تعزيزات عسكرية وشرطية إلى المنطقة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وحالة الغضب الفلسطينية من القرار الإسرائيلى بضمِّ الحرم الإبراهيمى ومقام راحيل للثراث اليهودى تحولت من المواجهات إلى الإضرابات، حيث شهدت مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور إضرابًا واسعًا. وقالت مصادر فلسطينية للمركز الفلسطينى للإعلام، «إن الإضراب شمل جميع المؤسسات، حيث لم يتوجَّهْ الطلبة إلى مدارسهم، ولوحظ قلة الحركة فى مشاهد تشبه أجواء الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى)».

جاء ذلك فيما قررت السلطة الفلسطينية التصدى للقرار الإسرائيلى، حيث قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش، إن «السلطة الوطنية قررت اتخاذ كل السبل على المستوى السياسى على جميع المستويات لمواجهة القرار الإسرائيلى الظالم، انطلاقاً من مبدأ أن واجب الدفاع عن فلسطين هو تكريس لشرعية الفلسطينيين، وأنه يجب محاربة منطق القوة، الذى تعتمد عليه إسرائيل».

كما أقرت القوى الفلسطينية تشكيل عدد من اللجان لإسقاط القرار الإسرائيلى المذكور والحفاظ على عروبة وإسلامية الحرم الإبراهيمى الشريف ومسجد بلال بن رباح الذى يضم مقام راحيل والحفاظ على البلدة القديمة فى الخليل بأسواقها ومساكنها ومؤسساتها كمقدمة لطرد المستوطنين من قلب المدينة.