فى مؤشر على إحراز بعض من التقدم فى المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووى، انضم وزراء خارجية الدول الـ6 الكبرى، السبت، إلى طاولة المفاوضات الماراثونية المنعقدة فى جنيف منذ الأربعاء الماضى، فى الوقت الذى بدا فيه أن الطرفين على وشك تحقيق انفراجة فى النزاع الدائر منذ 10 سنوات، رغم استمرار الخلاف على بعض النقاط.
وصرح كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجى، بأن مواقف إيران والدول الـ6 الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) «تقترب من اتفاق» بشأن برنامج طهران النووى، لكن «عراقجى» أوضح، قبل اجتماع جديد مع مندوبى مجموعة «5+1» السبت فى جنيف، أن «نقطتى خلاف أو 3 مازالت قائمة» بين إيران والدول الكبرى، وتابع: «يجب أن نرى ما إذا كان ممكنا تسوية الخلافات». وأكد وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، أن المباحثات أحرزت تقدما لكن أقر بوجود «نقاط خلاف»، وأوضح أن الطرفين «دخلا فى مرحلة صياغة» تلك النقاط، مشدداً فى الوقت ذاته على أن بلاده «سترفض أى مطلب مبالغ فيه يحرمها من حقوقها النووية»، بحسب قوله. وقال ظريف: «دخلت المفاوضات فى مرحلة بالغة الصعوبة، ونحن لسنا مستعدين للقبول باتفاق يسىء إلى حقوق إيران ومصالحها».
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بأن من بين النقاط الخلافية «حق» إيران فى تخصيب اليورانيوم ومصير مفاعل الماء الثقيل فى آراك الذى يجرى بناؤه حالياً، فيما قالت مصادر مقربة من الجانب الإيرانى لوكالة الأنباء الألمانية إنه تم التوصل لاتفاق بشأن هاتين النقطتين. وفى إشارة على تحقيق تقدم، قال دبلوماسى أوروبى كبير إن وزراء خارجية الدول الـ6 لن يأتوا إلا إذا كان هناك اتفاق للتوقيع عليه، وأضاف الدبلوماسى: «أحرزنا تقدماً بما فى ذلك القضايا الجوهرية».
ومن جهته، أعرب وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، عن اعتقاده بوجود «فرصة حقيقية» للتوصل إلى اتفاق مع إيران، وذلك فى أعقاب لقاء الوزير الروسى مع كاثرين آشتون، مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبى، وظريف، لكن وزير الخارجية الألمانى، جيدو فسترفيله، خفض من سقف التفاؤل، بقوله إن المحادثات بشأن البرنامج النووى الإيرانى «ليست محسومة.. هناك فرصة واقعية لكن هناك الكثير من العمل الذى يجب إنجازه»، واتفق معه فى التوجه ذاته نظيره البريطانى وليام هيج، الذى رأى أن المفاوضات «لاتزال صعبة جداً»، وأضاف قائلاً: «هناك فجوات ضيقة لكنها مهمة»، غير أنه أقر بوجود «تفاهم كبير».
وتتناول المفاوضات نصاً طرحته مجموعة دول (5+1) الكبرى فى 9 نوفمبر أثناء الجولة السابقة من المحادثات. وينص مشروع «الاتفاق المرحلى» لـ6 أشهر، القابل للتمديد، قبل التوصل إلى اتفاق شامل، على وضع حدود للبرنامج النووى الإيرانى مقابل تخفيف محدود فى العقوبات المفروضة على طهران.
وقالت الولايات المتحدة، الجمعة ، إنها لاتزال تأمل أن تؤدى مفاوضات جنيف إلى اتفاق، بحسب ما ذكره جاى كارنى، المتحدث باسم البيت الأبيض. وفيما يعكس التفاؤل من أن التوصل إلى اتفاق بات قريباً، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوله إن المحادثات «بلغت لحظة النهاية»، بينما بدا وزير الخارجية الفرنسى، لوران فابيوس، الذى كان يعارض مسودة اتفاق طرحت فى جولة المحادثات السابقة، متحفظاً لدى وصوله إلى جنيف السبت، بقوله: «أريد التوصل إلى اتفاق بشأن المسألة النووية الإيرانية، ولكن أريده أن يكون مُحكما وأنا هنا للعمل».