«خليفة جوزيه».. أصغر مدرب يعانق «الأميرة السمراء» (بروفايل)

كتب: إيهاب الجنيدي السبت 23-11-2013 21:26

ساقه القدر لتولي قيادة السفينة الحمراء في ظروف صعبة بعد هروب حسام البدري، المدير الفني السابق، إلى ليبيا تحت إغراء أموال أهلي طرابلس الليبي، الذي تعاقد معه بمليون دولار لموسمين متتاليين، ليجد محمد يوسف نفسه فجأة على رأس الإدارة الفنية لفريق الأهلي بعد أن استقر الرأي داخل لجنة الكرة على منحه الفرصة أسوة بما تم مع سابقه حسام البدري حين منحته الفرصة عقب رحيل مانويل جوزيه لينجح في قيادة الفريق للتتويج باللقب القاري.

وقبل محمد يوسف الرهان بشجاعة رغم أنه كان مسؤولاً عن قيادة الفريق في ظل مرحلة صعبة، حيث كان يستعد لخوض غمار منافسات دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أفريقيا، وفي ظل أحداث صعبة تمر بها الكرة المصرية من عدم انتظام بطولة الدوري، وعدم وضوح الرؤية حول مستقبل المنافسات المقبلة للفريق، أو إمكانية تدعيم الصفوف بعناصر مميزة، من أجل الحفاظ على اللقب القاري.

كانت ثقة لجنة الكرة في محلها، ونجح يوسف في قيادة الفريق للفوز بلقب دوري الأبطال الأفريقي بعد أن تصدر مجموعته في دور الثمانية، ثم أطاح بالقطن الكاميروني في الدور قبل النهائي في أصعب محطات المشوار القاري، التي تجاوزها عبر معضلة ركلات المعاناة الترجيحية، ليلتقي في المباراة النهائية نظيره أورلاندو بايرتس في مواجهة ثأرية بعد أن كان بطل جنوب أفريقيا الفريق الوحيد، الذي تغلب عليه في مشوار البطولة حين هزمه بثلاثية نظيفة على ملعب الجونة بالجولة الثانية من دور الثمانية.

وكشف محمد يوسف في المباراة النهائية عن قدرات تدريبية كبيرة أشاد بها الخبراء والمدربون، بعد أن قدّم الفريق مباراة رائعة في الذهاب وعاد بتعادل 1/1 بعد أن حرمته لدغة الثانية الأخيرة للاعب «يوجيدا»، وإلغاء الحكم الجزائري حيمودي هدفا صحيحا لأحمد عبدالظاهر من فوز مستحق، ليكون الموعد الحاسم في ملعب «المقاولون العرب»، ويفوز الأهلي بثنائية لمحمد أبوتريكة وأحمد عبدالظاهر، ليواصل تربعه على عرش القارة السمراء، وتزيين النجمة الثامنة لدوري الأبطال قميص الفريق.

ونجح يوسف بتواضعه الجم، وإخلاصه في عمله، وحب اللاعبين الكبير له في القضاء على أسطورة حسام البدري، الذي ملأ الدنيا ضجيجاً بتحقيقه إنجازا غير مسبوق بفوزه باللقب في 2012، كما أشاد به البرتغالي القدير مانويل جوزيه، الذي قاد الفريق لأعظم الإنجازات ووصفه بـ«الخليفة الشرعي» له رغم أنه لم يمنح هذا اللقب للبدري، كما حضر المباراة النهائية مع الفريق، وأكد مؤازرته أيضاً أمام جوانزو الصيني في المغرب.

وأثنى خبراء التدريب على الطريقة، التي أدار بها يوسف المباراة النهائية بعد أن لعب بأحمد فتحي في وسط الملعب، ودفع بشريف عبدالفضيل في مركز الظهير الأيمن ليمتلك زمام المباراة، ويقضي على الكثير من خطورة أورلاندو، ويقتنص الفوز ليكون أصغر مدرب في تاريخ النادي يتوج بلقب البطولة الأفريقية وعمره 43 عاماً فقط.. وبعيداً عن الفنيات نجح يوسف على الصعيدين النفسي والمعنوي بعد أن اختفت معه ظاهرة الخلاف المستمر بين المدير الفني واللاعبين، التي أقلقت النادي خلال ولايتي جوزيه والبدري، وكانت سبباً في رحيل عدد كبير من اللاعبين مثل: شادي محمد وحسام غالي وأحمد السيد ومحمد شوقي.

ومثلما أثبت يوسف أنه مدرب ناجح فقد كان كذلك لاعباً حيث عرف طريق النجومية عام 1992 حين ضمه محمود سعد لتشكيلة المنتخب الوطني الأوليمبي، التي شاركت في أوليمبياد برشلونة، وبعدها تم تصعيده للفريق الكروي الأول للأهلي عام 1993 تحت قيادة أنور سلامة ليظل لاعباً أساسياً بخط دفاع الفريق حتى موسم 1998 /1999 حين رحل للاحتراف في الدوري التركي بنادي دينيزلي سبور، ثم عاد إلى مصر عبر بوابة نادي إنبي، الوافد الجديد حينذاك للدوري الممتاز، ولعب له عامين قبل أن يعلن اعتزال الكرة عام 1994، وينضم للجهاز الفني لإنبي في منصب المدرب المساعد مع كل من: طه بصري، والألماني راينر تسوبيل وهاني رمزي.

وبعد 5 سنوات من الخبرة في مجال التدريب عاد للقلعة الحمراء كمدرب مساعد لحسام البدري في ولايته الأولى عام 2010، وظل في هذا المنصب بعد عودة جوزيه في الموسم التالي، الذي اكتسب منه خبرات كبيرة، ثم ارتقى لمنصب المدرب العام بعد عودة البدري مرة أخرى في الموسم الماضي قبل أن يصعد لقمة الهرم التدريبي، ويقود الفريق كمدير فني عقب رحيل البدري.

ولد يوسف في التاسع من أكتوبر عام 1970، وحقق خلال مسيرته كلاعب 12 بطولة مع النادي الأهلي، عبارة عن 7 بطولات للدوري وبطولتين في السوبر، وبطولة في كأس مصر، وبطولة أبطال الدوري العربية، ومثلها لأبطال الكأس العربية، كما كان أحد أفراد كتيبة محمود الجوهري، التي توجت بلقب كأس أمم أفريقيا في بوركينا فاسو سنة 1998، وعرف خلال مشواره بـ«الجندى المجهول»، نظراً للدور الكبير الذي كان يقوم به مع الفريق.

ويقول يوسف: «تدريب الأهلي كان حلماً كبيراً، وقد عانقته، ونجحت فيه، وأتطلع الآن لتحقيق إنجاز كبير في بطولة العالم للأندية بعد أن وفقني الله في دوري الأبطال».