جريمة فى حقل القمح

حمدي رزق الجمعة 25-10-2013 00:01

تذكرون فضيحة العشرة ملايين طن قمح أيام المعزول، تذكرون جيدا الكذبة التى كذبها وزير تموين الجماعة «باسم عودة» على عموم المصريين، وخالت على الإخوان والسلفيين، وصدقها بعض الكتاب المأفونين، وكذبها عتاة الفلاحين، وكبار المتخصصين، وبشهادة وزير الزراعة (المُقال) الدكتور صلاح عبدالمؤمن، الذى لم تنطل عليه الكذبة، فأنكرها، وفضحها وخرج مع الخارجين من رحمة الإخوان المسلمين، تم استبعاده تليفونيا من الدكتور هشام قنديل.

وسقط باسم عودة من حالق، ولجأ إلى رابعة يعتصم مع المعتصمين، ولم يكفّر عن سيئاته حتى يومنا هذا، ولا أحيل للتحقيق فى التخريب الذى مارسه فى أعماق الأمن القومى الغذائى، عندما أوقف استيراد القمح أربعة أشهر تأسيسا على أرقام إنتاجية مكذوبة، كذب الكذبة وصدقها، وضحك بها على «القرداتى»، الذى كانت سياساته الزراعية عنوانها «خير كتير» ويشوح بإيده فى وجه المستمعين، جتك نيلة.

الشىء بالشىء يذكر حملة إخوانية مسعورة فى أوساط الفلاحين فى الصعيد (تحديدا) ليمتنعوا عن زراعة القمح هذا الموسم، كجزء من خطة التجويع التى تنتهجها جماعة الإخوان المسلمين، حتى الأضاحى لم يذبحوها نكاية فى المصريين، لعل وعسى، يجوعون يثورون على الانقلابيين هكذا يسمون ويتوعدون، ووعد به عاصم عبدالماجد فى تصريح أخير «سنلاعب الانقلابيين ونرهقهم حتى يفلت الزمام من أيديهم وتنهار مؤسسات الدولة جميعًا، وفى تلك اللحظة لن يجد الانقلابيون من يدعمهم ولن يجدوا إلا أفواها جائعة لتأكلهم».

الإخوان المجرمون يتحركون بفاعلية ونشاط كبيرين فى محافظات الصعيد، الإخوان يعرفون أن وجودهم فى الدلتا غير مرغوب فيه، وإذا خرجوا عن جادة الخط الوطنى القويم سيلقون غيا، الإخوان فى الصعيد أتوا شيئا إدا، إجراما متناهيا، إجرام آخر حاجة، منعوا الفلاحين من زراعة القمح، لينحدر الإنتاج، ولا يورد المحصول، وتزداد المعاناة، ونضطر إلى الاستيراد بكميات مضاعفة، وبأرقام مضاعفة، جريمة مروعة تجرى فى الخفاء، وأسرّ لى بها نفر من الفلاحين المفجوعين فى الإخوان والسلفيين.

لو صحت المعلومات، وأنا لها من المصدقين، الإخوان يعملوا أبوها، إخوان موتورون، فعلى وزارة الزراعة أن تتحرك فورا لتحديد المساحات المزروعة قمحا، وأن تلزم الفلاحين بزراعة القمح إلزاما، لأن القضية ليست زراعة نباتات عطرية للزينة، أو ورود للتصدير، هذه قضية أمن قومى غذائى لا مجال فيها للتهاون أو للتطييب، الإخوان ليس لديهم مانع لقتل المصريين بالسيارات المفخخة وقنابل على قارعة الطريق، وهم لا يتورعون عن تجويع المصريين بضرب إنتاجية المحصول الرئيسى ولو دفعوا رشاوى للفلاحين، هم يدفعون للمخربين فى سيناء وفى القاهرة، مستعدون لتلبية مطالب جميع المتواطئين، وينفقون إنفاق من لا يخشى الفقر، ليس كرما منهم بل تآمر جماعة المتآمرين.

على حكومة الدكتور الببلاوى، قبل أن تكون أكثر حزما مع الفلاحين فى زراعة القمح، عليها أن تكون أكثر سخاء مع الفلاحين، فى تسعير التوريد مبكرا وبأسعار تنافسية، وأكثر نجاعة فى تسليم مقدمات التوريد، أن تحجز مكانا لها فى الأرض الزراعية، مكانا عادلا يمكن الفلاحين من الزراعة والحصاد والتوريد برضاء نفس رغم أنف الإخوان المسلمين.

وعلى وزارة الزراعة أن تذهب بمرشديها الزراعيين إلى العزب والنجوع والكفور، ينتشرون فى الحقول الممتدة، يتشاركون مع الفلاحين فى حديث الوطن، وحاجتنا إلى مزيد من إنتاج القمح، معلوم الإخوان يخططون لفضيحة زراعية يجرى استزراعها سفاحا فى بطن الأرض، يزرعونها برسيما على أقل تقدير، يعلفون الحيوانات ويجوعون البشر، فضيحة يغطون بها على فضيحة «باسم عودة» أبو عشرة ملايين، ويجوعون بها الشعب المصرى، ليثور على الحكومة والنظام تمهيدا لعودة «القرداتى»، ليغنى كما غنى سابقا «القمح الليلة الليلة يوم عيده.. يارب تبارك تبارك وتزيده»، يا رب يا دكتور ببلاوى يا رب.