بائع خردة أمام «مبرة محمد على»: أنا مضطهد وضد الحكومة وشفت البرادعى فى المنام وقلت له: مبروك عليك مصر

كتب: غادة شريف السبت 04-09-2010 00:49

أمام حديقة «مبرة محمد على» فى الملك الصالح فى مصر القديمة، وضع أمتعته على الأرض وجلس إلى جوارها، فهو لا يملك من الدنيا سوى هذا الجزء الذى يجلس فيه منذ سنوات، وأمتعته هذه هى مجموعة من قطع الخردة تتوسطها لافتة كتبها بخط يديه عبر فيها عن مبادئه فى الحياة وفى مصر تحديدا، كتب فيها: «تصليح الشنط.. خبرة فى الأسواق القديمة والجديدة، أهم شىء المواعيد والكذب يضر، لأن الوقت غالى والكذب سبب اللى إحنا فيه، والصدق هو رأسمال التاجر».

عبدالمنعم كامل (60 عاما) هو بائع خردة وعامل تصليح شنط وأحذية، يجلس على الرصيف منذ أكثر من 30 عاما، واضعا حوله كتباً ومجلات وصحفاً قديمة وصوراً للزعماء العرب، إلى جانب شنطة يحمل داخلها كراسات كثيرة يعبر فيها عن رأيه فيما يحدث حوله فى كل المجالات أهمها المجال السياسى وما يحمله من زخم. عبدالمنعم كتب عن الفقر والعشوائيات والفساد الإدارى فى الحكومة وغيرها، وكل ما كتبه يحتفظ به داخل الشنطة.

«عبدالمنعم» تربى يتيما فى جمعية خيرية، يعرف من هما والداه لكنه لم يرهما فقد توفيا وعمره سنتان، وكما فشل عبدالمنعم فى نشأته، فشل أيضا فى زواجه، فبعد أن تزوج وأنجب 5 أطفال، فإنه لم يرهم، حيث توفى ثلاثة منهم، وأخذت زوجته الولدين الباقيين وحرمته من رؤيتهما، وحتى الآن لا يعرف عنهما شيئا.

«عبدالمنعم» يكسب من 5 إلى 7 جنيهات يوميا، ويأكل ويشرب من «زمزمية» يضعها إلى جواره، وأكلته المفضلة هى «مش ورغيفين عيش» فهذا هو المتاح أمامه، وأحيانا يأكل «فول» بزيت وطحينة، أما اللحمة فلا يأكلها إلا فى رمضان، وذلك فى موائد الرحمن. منذ صغره يشعر عبدالمنعم بالظلم لأنه تربى يتيما: «وأنا صغير كنت مظلوم.. مرة من أهلى ومرة من مراتى ودلوقتى أنا مطارد من الحى عشان دايما بقول الحق وبعلق لافتات فيها معارضة للحكومة».

هواية «عبدالمنعم» الوحيدة هى القراءة والكتابة، فهو يقرأ فى كل المجالات، ويكتب كل ما يدور فى عقله فى الكراسات التى يحتفظ بها فى شنطته: «أنا عندى داء هو حبى للحق وللناس اللى بتدافع عن الحق زى البرادعى وغيره، أنا عايز البرادعى عشان هو راجل نضيف وعاقل وممكن يعمل حاجة للبلد، لأنه مش طمعان وكمان هو راجل مش عسكرى يعنى حكمه هيكون مش عسكرى، وأنا متعاطف معاه من كتر ما قريت عنه».

عبدالمنعم يتنبأ بأن البرادعى سيكون رئيسا لمصر حسب رؤيته له فى المنام: «أنا شفت البرادعى فى المنام كان قاعد وسط ناس كتير وكان مبسوط وبعدين أنا رحت ليه وسلمت عليه وقلت له مبروك عليك مصر، وقلت له أنا آسف أنا كنت عايز أنتخبك وأكتب اسمك بس أنا مش معاى بطاقة رقم قومى عشان هما مدوخنى، بسبب إنى بكتب لافتات قدام فرشتى فى الشارع ضد الظلم والفساد بس هو ما ردش على وضحك وبعدين صحيت من النوم».