يبدو أن شروط الحزب الوطنى للتقدم بأوراق الترشح لمجمعه الانتخابى لخوض انتخابات مجلس الشعب، وفى مقدمتها شرطا عدم تقدم التنظيميين والإمضاء على التوكيلات، جعلت عدد أعضاء الحزب الذين قرروا خوض الانتخابات كمستقلين أضعاف عدد الذين تقدموا بأوراقهم للمجمع الانتخابى. وفى تفسيرهم لهذه الظاهرة، أكد أعضاء الوطنى «المستقلون» أن الحزب بشروطه المجحفة- على حد تعبيرهم- لم يترك خياراً آخر غير خوض الانتخابات كمستقلين، مؤكدين عدم استعدادهم للانتظار خمس سنوات أخرى لخوض الانتخابات مرة أخرى إذا لم يخترهم الحزب وأضافوا: «توكيلات الحزب غير دستورية وغير قانونية».
أعلن العديد من التنظيميين بأمانات القاهرة و6 أكتوبر وحلوان ترشحهم مستقلين ومن ضمنهم محمد مصطفى أمين العمال بأمانة الوطنى احتجاجاً على قرار المنع وحرمان القيادات بالحزب من الترشح، وقال إنه لا يكترث بالعقاب الذى يوقعه الحزب على المخالفين، وأضاف: «يعاقبنى إيه هو أنا موظف عنده» ولفت إلى أنه لم يقدم أوراقه بالمجمع الانتخابى كى لا تفوت عليه الفرصة فى خوض الانتخابات فى حال عدم اختيار الحزب له، وأعلن كل من جمال غنيم رجل الأعمال وأمين العمال بقسم حلوان، وخليفة على حسنين أحد قادة الوطنى الترشح مستقلين عن الحزب الوطنى، وعدم تقديم أوراقهما للمجمع الانتخابى، وقال غنيم لـ«المصرى اليوم» إنه أعطى الوطنى الكثير، وأنفق ملايين على الدعاية الانتخابية لعضو مجلس الشورى إسماعيل نصر الدين فى الانتخابات الأخيرة، وأوضح أنه أنفق على الحزب 3 ملايين جنيه حتى الآن، ولا يحق لأحد منعه من خوض الانتخابات، وقال: «أنا رجل أعمال ومش فارق معايا وهترشح مستقل ومحدش يقدر يعاقبنى بحاجة».
وأعلن خليفة حسنين الترشح مستقلاً بعد رفضه التوقيع على التوكيل الخاص بالحزب الوطنى أثناء تقديمه الأوراق للمجمع الانتخابى، مؤكداً أنه يتمتع بشعبية كبيرة ويثق فى الفوز حتى لو لم يخض الانتخابات باسم الحزب الوطنى.
وقال محمود عطية أمين الإعلام بالأزبكية إن عدم عقاب الحزب لأبنائه المنشقين عنه فى الشورى وغير الملتزمين ممن ساندوا مرشحين ضد الوطنى شجع الكثيرين من التنظيميين وغير التنظيميين من أعضاء الحزب على الترشح أمام أعضاء الحزب، وهو الأمر نفسه الذى جعله لا يقدم أوراقه للمجمع الانتخابى بأمانة القاهرة، ويعلن ترشحه مستقلاً ولفت إلى أن الترشح من خلال المجمع، واشتراط التوقيع على التوكيل للوطنى يعتبر مخالفاً للقانون والدستور، لأنه لو كان اتفاقاً بين طرفين فهما المرشح والمجمع، لكن أن يعاقب الحزب ويقاضى من يخوض الانتخابات ضده، فهذا أمر غريب مضيفاً أن فكرة الالتزام الحزبى ليست موجودة فى الدول الأكثر التزاماً باللوائح الحزبية مثل أوروبا والولايات المتحدة، وأنه بصفته محامياً اطلع على التوكيل ووجد كل البنود به مخالفة للقانون وتقوى الحزب على حساب المرشح، وأن الحزب من خلال طلبه التبرع الشرطى لقبول أوراق المتقدم، وهو التبرع الذى لا ترد قيمته يجعل السياسة تسير بمنطق «اللى معاه فلوس يلعب سياسة واللى معاهوش مايلزموش».
وتوقع إسلام عمران أمين المهنيين فى الأزبكية، الذى أعلن ترشحه مستقلاً أن يكون عدد المستقلين من أبناء الحزب الذين يخوضون الانتخابات ضده الضعف «مرة ونص» عدد الذين تقدموا للمجمع الانتخابى، والدليل أن دائرة الأزبكية والظاهر حصل كل من قدم أوراقه للمجمع فيها على وعود من قيادات الحزب باختيارهم ومنهم إبراهيم العبودى النائب السابق على مقعد العمال الذى أعلن أن نائب الأمس هو نائب الغد، وعبداللاه عبدالمجيد عضو مجلس الشورى السابق الذى قال إن قيادات الوطنى طلبت منه خوض الانتخابات على نفس المقعد مما يعكس تضارباً داخل الوطنى، وأضاف أن اشتراط الوطنى تقديم توكيل للحزب دفع البعض إلى التصرف بقدر من العناد والترشح مستقلين بعيداً عن الحزب.
وقال بدرى شعراوى، النائب السابق عن الوطنى، بدائرة الجيزة إنه قرر خوض الانتخابات مستقلاً لرفضه الإمضاء على التوكيلات التى أقرها الحزب على المتقدمين للمجمع الانتخابى، بالإضافة إلى التبرعات التى يفرضها وقال: الحزب لن يختارنى للترشح باسمه وبالتالى ستصبح أوراق ترشحى حبيسة أدراجه، دون أن أتخذ خطوة للأمام فى الانتخابات، لافتاً إلى أنه يستطيع منافسة أى مرشح على مقعد العمال سواء مرشح الوطنى أو المعارضة أو الإخوان.
وقال هشام مسلم عامر، أمين المجالس المحلية بالحزب الوطنى فى المرج، إنه لم يقدم أوراقه فى المجمع لأنه قرر أن يخوض الانتخابات مستقلاً ولا يخشى الهزيمة، وأضاف أنه لن ينتظر أوامر من الحزب الذى دخله كقناة شرعية يبنى من خلالها مكانته وقوته وينمو إلى مستوى القيادات، وتابع: «ماينفعش أبقى عايز أكبر من خلال الحزب وهو اللى يحجمنى ويمنعنى من ممارسة حقى»، وقال إن الوطنى لا يجب أن يتحكم فى أعضائه بهذا الشكل وإلا سيخسرهم جميعاً، وأوضح مسلم أنه دخل الوطنى ليخدم الناس ويكبر من خلاله لكن الأعضاء لا يستحقون أن يطردوا قبل أن يعطوا لبلدهم ما يستحقه ويساعدوا فى تقوية الحزب.
وقال الدكتور مكرم جمعة هلال، أمين الحزب الوطنى السابق بالجيزة، إنه سيخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة مستقلاً على مقعد الفئات بدائرة أبوالنمرس بـ6 أكتوبر وأوضح أنه لم يقدم أوراقه فى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى، حتى يعفى نفسه من الحرج إذا لم يختره الحزب.
وأشار عبدالحكيم عامر عضو بالحزب الوطنى، ممن يريدون الترشح على مقعد الفئات «مستقل» بدائرة إمبابة، إلى أنه قرر خوض الانتخابات مستقلاً لكى يبتعد عن مخاطر التوكيلات والإقرارات التى يطالب بها الحزب الوطنى.
وأضاف عامر أن توكيلات وإقرارات الحزب الوطنى تجعل المرشح فى دائرة الخطر خاصة فى حالة عدم اختياره من قبل المجمع الانتخابى، ففى هذه الحالة سوف تضيع على المرشح دورة برلمانية كاملة تجعله ينتظر 5 سنوات مقبلة لكى يتمكن من خوض الانتخابات ويحصل على مقعد فى البرلمان.