كانت مغامرة غير محسوبة من كل المتحمسين لمسلسل «العار» أن يقدموا موضوع هذا الفيلم الناجح فى مسلسل تليفزيونى، وكانت المقارنة بأبطال الفيلم كافية ليقل حماس الجميع، لكن جاء مسلسل «العار» على رأس قائمة المسلسلات التى تلقى قبولا عند الناس، ونجح أبطال المسلسل فى النجاة من المقارنة.
أحمد رزق كان أول المتحمسين للمسلسل منذ أن كان مشروعا، ورغم خوفه من المقارنة بين المسلسل والفيلم إلا أنه أصر على التجربة.
«رزق» فى حواره مع «المصرى اليوم» تحدث عن أسباب تمسكه بـ«العار» وتفاصيل العمل وكواليس التصوير وحكاية تفاوضه مع حسن حسنى وحرب المقارنة، التى تعرض لها المسلسل وحكاية مسلسل «صلاح جاهين».
■ كيف جاء الاتفاق على مسلسل «العار»، ولماذا كنت تراهن عليه رغم المخاطرة؟
- عرضت على شركة عرب سكرين المنتجة للمسلسل الفكرة وتحمست جداً منذ أول مكالمة بيننا لأنى من أشد المعجبين بفيلم «العار» وبصراحة لم أكن فى البداية أضع فى حساباتى حكاية المقارنة والخوف من نجاح الفيلم وكل ما أثير بعد ذلك، بل تحمست لما يمكن أن يحدث إذا نجحت صفقة المخدرات التى فشلت فى الفيلم وكيف سيكون مصير أسرة قبلت الحرام، وهذه الأسئلة أطرحها على نفسى فى كل مرة أشاهد الفيلم وقلت ذات مرة: «يا سلام لو الفيلم له جزء ثان لنعرف ماذا سيحدث للإخوة الثلاثة إذا باعوا المخدرات ولم تفشل الصفقة»، ولذلك وافقت على الفور.
■ عاصفة المقارنة والهجوم التى حدثت بمجرد الإعلان عن بدء المسلسل كيف قابلتها؟
- لم أكن أتوقع أن يتم الهجوم على المسلسل قبل عرضه لمجرد أننا نقدم عملاً مكملاً لـ«العار» وليس هو بالضبط، لكن فوجئنا جميعا بحكاية المقارنة واستثمار نجاح الفيلم والهجوم الذى أعقب هذا الكلام، وحاولنا أن نؤكد أن المسلسل يختلف عن الفيلم ويجب الانتظار، وعموما لم تحدث مشاكل من تلك الأقاويل، لأن أسرة العمل كانت على ثقة من أن الناس ستدرك الفرق بعد عرض المسلسل.
■ وما الفروق الجوهرية التى ترى أن المسلسل ابتعد فيها عن الفيلم؟
- أولا المسلسل يواكب العصر الذى نعيشه بمفرداته وتفاصيله، بينما الفيلم مرتبط بعام 1982، ولذلك هناك حالة تحديث لكل شىء من لغة الأبطال لأشكالهم لشخصياتهم لطموحاتهم، كما أن مهنة الأبناء الثلاثة لا تشبه الفيلم فيما عدا مهنة الضابط وحتى فى الفيلم لم يكن ضابطاً وإنما فى سلطة قضائية، وأضيفت خطوط درامية مختلفة مثل زوجة الأب، ونوع المخدرات التى تم استيرادها وتفاصيل الصفقة وما ترتب عليها من أحداث.
■ ألم تخف من أن ينصرف الناس عن متابعة المسلسل، خاصة أن أبطال الفيلم من أهم نجوم مصر إلى الآن؟
- طبعا إذا وضعت فكرة المقارنة مع هؤلاء العمالقة فلن أخرج من بيتى أساسا لأنهم أكبر من أى مقارنة فى الشكل والمضمون والأداء، ولكن تعودت أن «أعمل اللى عليا وأسيب الباقى على ربنا» وقلت إن الموضوع سلاح ذو حدين، إما أن ينتظر الناس المسلسل ويتفاعلوا معه بناء على خلفية حبهم للفيلم ولنجومه وإما يحدث العكس، والحمد لله توقعى الأول تحقق وأحب الناس المسلسل، بل جاءت النتائج أفضل كثيراً من أى توقعات.
■ ألم يكن مزعجا أن يكون للمسلسل أكثر من بطل غيرك فى حين أنك قمت بالبطولة المطلقة فى مسلسلات أخرى؟
- بالعكس، الممثل الغبى فقط هو الذى يرفض عملاً كبيراً ومهماً من أجل مساحة الدور والبطولة المطلقة أو الجماعية، وعموما أنا لا أجد أى مشكلة فى القيام ببطولة جماعية، ولا أدعى أنى قمت ببطولة مطلقة من قبل فكل أعمالى بها نجوم كبار والعمل يقوم على أكثر من ممثل، فمثلا مسلسل «هيما» كيف يمكن أن أقول إنه بطولتى المطلقة ومعى حسن حسنى وعبلة كامل وريهام عبدالغفور، أما بالنسبة «للعار» فالنص نفسه منح البطولة لكل دور مهما كان حجمه.
■ قد تكون البطولة الجماعية شيئاً إيجابياً للجمهور، لكن هل هى إيجابية بالنسبة للممثل؟
- ولِمَ لا، من الذكاء التعامل فى الفن، بناء على قاعدة المتفرج، وبمعنى أكثر وضوحا، إذا وثق الممثل فى الدراما وأعجب بالمسلسلات فهذا يعود على الفن والممثلين، وبالتالى يعود على وعلى غيرى، ومن المنطقى إذا وجدنا الجمهور يريد أن يرى أكثر من ممثل على الشاشة ووجد سيناريو يتناسب مع هذه الرغبة فيجب أن نقدمه، وفى النهاية أى فائدة تعم على الجميع وانتعاش الدراما يعود على الممثلين وكل صناع الدراما.
■ هل صحيح أنك كنت وراء إقناع حسن حسنى وعفاف شعيب للعب دورى الأب والأم فى المسلسل؟
- نعم، بمجرد أن قرأت السيناريو وجدت صورتى حسن حسنى وعفاف شعيب فى خيالى، وطبعا رحبت شركة الإنتاج التى كانت تخشى أن يرفض حسن الدور لأنه حوالى 7 حلقات فقط، واقترحت أن أتصل به أنا وأقنعه لأن وجوده إضافة للمسلسل، وكذلك عفاف شعيب، فإذا كان المسلسل به عدد من النجوم، فمن باب أولى أن يكون دورا الأم والأب لنجمين، فهذا يثرى المسلسل جدا.
■ ما رأيك فى نجاح ظاهرة البطولة الجماعية فى المسلسلات مثل «الحارة» و«أهل كايرو» و«الجماعة»، التى أسقطت ما يسمى ظاهرة النجم الأوحد فى الدراما؟
- أى عمل فنى جيد به مجهود وفكر جديد سواء كان بطله نجماً واحداً أو مجموعة نجوم أنحاز إليه، وإذا كانت البطولات الجماعية قد طرقت الأبواب فى الدراما وأثبتت نفسها هذا العام فهذا شىء إيجابى جدا لأنه فتح باب التنويع، فهناك مسلسلات نجوم كبار أو مسلسل يعتمد على نجم وهناك بطولات جماعية، وفى النهاية الجمهور أذكى من كل هذه التصنيفات فهو يشبه الفراشات التى تذهب أينما وجد النور، ولا يمكن أن يؤيد الجمهور أى عمل سيئ حتى لو بطله نجم كبير أو نجم سينما.
■ «العار» هو العمل الثانى لك مع المخرجة شيرين عادل بعد مسلسل «سارة»، فلماذا فى رأيك يحدث نجاح خاص فى حالة تعاونكما؟
- لا أنكر أنى أتفاءل جدا بشيرين، وقد كان مسلسل «سارة» فاتحة خير ونجح جدا بالنسبة لى ولها، وأعتقد أنها مخرجة شديدة التميز لأنها ليست مخرجة «سطحية» ولا «مبالغة»، بمعنى أنها تعطى العمل ما يستحقة بالضبط لا أكثر ولا أقل، فيخرج عمل «مضبوط» جدا.
■ وما حكاية مشروع مسلسل صلاح جاهين، الذى يقال إنك بصدد التحضير له؟
صلاح جاهين حلم يراودنى منذ فترة، فأنا من عشاق هذا العملاق وقد جسدت شخصيتة فى أحد البرامج ولاقى استحسانا كبير جدا، وانهالت على العروض لأجسد الشخصية فى مسلسل ولكنى لا أريد التعجل بل سأدع الأمور تسير بشكل طبيعى لحين وجود إنتاج مناسب ونص جيد جدا يليق بشخصية الراحل العظيم.