لا شيء يوجع قدر أن ننسى أو أن نتذكر.. صاحب «فساد الأمكنة».. يفضح دون أن يقصد فسادنا نحن، بتجاهل من يفضل الصمت، بحثا عمن يفضل الضجيج، أن نسقط - سهوا وعمدا- من فضل التجريب والتجديد واختيار أرض غير مسبوقة للكتابة، بحثا عمن يعيد إنتاج الكتابة بمقاييس علب التونة، وجبة مضمونة وسابقة التعليب لا تضايق أحدا، وتحظى بتصفيق جمهور كسول.
كتابة تستكشف غير المطروق، وتغامر بجدية ضد نظام العلاقات السائدة فى المجتمع، وكشف زيفها وتناقضاتها عبر شخصياتها الملتبسة، كما أنها لا تكتفي بالرواية إلى السينما بل تنفتح على فنون أخرى، فمدرس الرسم السابق الذي ولد في دمياط كتب سيناريو فيلم «البوسطجي»، أحد أهم أفلام السينما المصرية، وكتب أدب الرحلات، وعمل بالصحافة، ونال عدة جوائز من بينها جائزة«بيجاسوس» الأمريكية عام 1978 التي تمنح للأدب غير المكتوب باللغة الإنجليزية، وآخرها جائزة الدولة التقديرية عام 2003.
يقول عنه الناقد د.غالي شكري إن صبري موسى يبحث في صبر وأناة وجمال عن رؤى تخترق أحشاء الواقع، فتصل إلى نبوءة جمالية عميقة لأخطر الهزائم وأبقاها في كياننا الروحي.
جمعت «المصري اليوم» شهادات كتبها أدباء من أجيال مختلفة عن الأديب الكبير، للكتاب: إبراهيم عبدالمجيد وأحمد أبوخنيجر والطاهر شرقاوي ومحمد ربيع ومحمد علاء الدين وأحمد ندا وآدم مكيوي.
إبراهيم عبدالمجيد: موسيقى هادئة تراها
قال: «........» بعد كل هذه السنوات أقف مقلبا وجهي ومازالت الدروب تلاعبني وما عرفت الحجر الذي قلبته الريح بليل، أنتظر من صحرائي أن تهبني بعضا من سرها، من حكاياتها.. وأقلب وجهي فأرى الأستاذ وما حاق به فأهتف: هل أقف على سراب الروح أم أنه قد أدركنا فساد الأزمنة؟!