لو رحت الحسين: اقرأ الفاتحة وبوس إيد «الشيخ حمدى»

كتب: ياسمين القاضي الجمعة 27-08-2010 00:57

كل من فى شارع الحسين تاجرا أو زائرا يعرفه، هو رجل كبير السن معاق فى يديه وقدميه، يمشى فى ميدان الحسين متجولاً بالطول والعرض، يدخل كل محل ويجلس على كل مقهى، ويمر من كل زقاق مستنداً على ابنه أحمد، لا يعرف التعب ولا الإرهاق، خاصة فى رمضان لأنه موسمه، الشيخ حمدى حسن بالنسبة للأجيال الحالية والسابقة من باعة الحسين هو رجل «بركة»، لا يمر على أحدهم إلا وتركه أحسن مما أتاه، فهو يعلمهم قراءة القرآن والأحاديث النبوية ويلقى عليهم خطباً دينية.

60 عاماً والشيخ حمدى ينتقل من محل إلى آخر فى شارع الحسين، وذلك بعد انتهائه من عمله فى مسجد الحسين والأزهر ليمارس هذا العمل الذى تربى عليه كل تجار الحسين: الجيل دا كله أنا اللى مربيه، باعدى عليهم وأعلمهم يقروا حروف القرآن إزاى، أقولهم شوية أحاديث أعرفهم الحلال من الحرام.. هم برضه زى ولادى.ضيق الوقت فى رمضان لا يمنع الشيخ حمدى من اللف على التجار، فعمله فرصة جيدة ليقضى التجار أوقات فراغهم القليلة فى أشياء مفيدة: «فى رمضان الوقت بيبقى ضيق وبتبقى مدة الدرس بتاعى قليلة لأنهم بيبقوا مشغولين ومزنوقين.. اللى عاوز يلحق يروح الفطار واللى عنده شغل أهو بنقرأ ما تيسر بسرعة ونروح لغيره، لكن فى غير رمضان الواحد بيبقى براحته أكتر». طبيعة عمله التى تعتمد على التجول تجعلك لا تراه إلا صدفة، لأنه لا يملك مقراً رئيسياً إلا بعض الوقت: «كل يوم ببقى فى مكان مختلف، لكن زمان لما كنت بشتغل فى الأزهر كان ممكن حد يلاقينى هناك».فى الوقت الذى يفتخر فيه الشيخ حمدى بتلاميذه القدامى الذين علمهم قراءة القرآن، فهو لا يفتخر كثيراً بتلاميذه الجدد: «دلوقتى قليل أوى أوى اللى بيعرف يقرا كويس ويبقى كويس اليومين دول لو لقيت واحد ولا اتنين بيقرو ا صح زى بتوع زمان». عمل الشيخ حمدى يزداد فى رمضان لأنه لا يحفظ فقط وإنما يلقى دروساً عن الصيام وسننه ويصلى التراويح.ليس كل ما يفعله الشيخ حمدى لا يتقاضى عنه مقابلاً، فهو لا يطلب شيئاً من أحد، لكن إذا أراد أحدهم أن يهاديه فلا يمانع، خاصة أنه يبذل جهداً كبيراً فى التنقل بين السياح من محل إلى آخر ليجلس على كرسى أمامه ويبدأ عمله: «هات المصحف يا ابنى».