فى محاولة لتفادى الضغوط الفلسطينية والأمريكية بضرورة وقف الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية لإطلاق محادثات السلام المباشرة فى 2 سبتمبر المقبل ، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يدرس «التجميد الجزئى» للتوسع الاستيطانى فى المستوطنات المعزولة بهدف الحفاظ على ائتلافه الحاكم من الانهيار وليوحى للجانبين الفلسطينى والأمريكى بأنه بذل كل ما يمكنه من أجل إطلاق المحادثات.
وذكرت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«هاآرتس» أمس أن نتنياهو بحث خلال جلسة مع المجلس السباعى المصغر فكرة «التجميد الجزئى» للاستيطان فى الضفة الغربية. وقالت الصحيفة إن «نتنياهو يفكر فى القيام بـ«تجميد طفيف» للاستيطان قبل 26 سبتمبر المقبل وهو تاريخ انتهاء فترة الـ10 أشهر لتجميد الاستيطان فى الضفة.
وتشمل الفكرة التى قالت الصحيفة تمثل حلا يهدّئ الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، ولا يغضب اليمين الإسرائيلى، تمديد التجميد الذى يشمل أعمال البناء فى المستوطنات المعزولة «لكن بدون الإعلان عن ذلك». وفى المقابل تعطى الحكومة موافقتها على أعمال البناء فى الكتل الاستيطانية، وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء أجرى، فى الأيام الماضية، اتصالات بهذا الصدد مع 6 وزراء آخرين فى إطار «لجنة السبعة» التى تضم أبرز وزراء الحكومة. ورفض مارك ريجيف الناطق باسم رئيس الوزراء الإدلاء بأى تعليق.
وقالت يديعوت أحرونوت إن نتنياهو لم يعلن مواقفه صراحة خلال النقاش، ولم يقف أى من الوزراء على موقفه ومخططاته، بينما نقل عن مسؤول فى حزب «الـليكود» قوله إن مسؤولين فى مكتب نتنياهو بدأوا بتعميم رسائل على أعضاء ووزراء الليكود بشأن الحاجة إلى عرض خطة بديلة للتجميد قبل بدء المفاوضات المباشرة.
وتأتى تلك المعلومات، بينما يتعرض نتنياهو لضغوط قادة مجلس المستوطنات الذين طالبوه بأن يعلن وقف تمديدة التجميد قبل ذهابه إلى واشنطن.
وعلى صعيد متصل، اعترفت وزارة الأمن الإسرائيلية بوجود «خروقات» لقرار التجميد فى 28 مستوطنة، غير أن حركة «السلام الآن» التى تتابع النشاطات الاستيطانية فى الضفة أكدت أن العدد أكبر من ذلك، مؤكدة تواصل العمل فى البؤر الاستيطانية بوتيرة عالية، وأعلنت وزارة الإسكان عزمها تخصيص ميزانية لتخطيط الاستيطان بعد انتهاء فترة التجميد. فيما صدرت تعليمات من وزارة الداخلية تلزم بتسريع إجراءات التخطيط للخرائط الهيكلية للاستيطان فى الضفة، وكل ذلك ياتى فى إطار حملة المجلس الاستيطانى للإسراع بالبناء الاستيطانى بعد انتهاء فترة التجميد.وتركز الحملة على تصريحات وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان التى قال فيها «بعد انتهاء فترة التجميد سنعود للبناء بوتيرة عالية»، بينما أعلنت هاآرتس» أن وزارة المواصلات الإسرائيلية تدرس مخططًا لإقامة خط سكة حديد يربط مستوطنات نابلس وقلقيلية وسلفيت بمستوطنة «بيتاح تكفا» فى الأراضى المحتلة.
وفى غضون ذلك، أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أن الفلسطينيين ذاهبون إلى المفاوضات بإرادتهم ومن منطلق المسؤولية الوطنية، آملا فى أن يغتنم الإسرائيليون الفرصة المتاحة لتحقيق السلام. وأضاف: «إن كان هناك نسبة 1% للوصول إلى السلام سنسعى إليه وعن قناعة، لأننا نريد أن نصل إلى سلام مع جيراننا، لذلك نذهب إلى المفاوضات المباشرة، وكلنا أمل بالوصول إلى السلام العادل والشامل».
ومن جهة أخرى، كشفت مصادر إسرائيلية أن وزارة الخارجية الاسرائيلية وضعت وثيقة تحذر من استمرار السلطة الوطنية الفلسطينية فى تحركاتها ضد إسرائيل لدى المؤسسات الدولية والأمم المتحدة رغم موافقتها على إطلاق المفاوضات المباشرة معها، وبحسب الوثيقة فإن الفلسطينيين يخططون لصياغة مشاريع قرارات فى مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان الدوليين لإدانة إسرائيل بسبب انتهاكاتها فى الأرض والأسرى.وأمنيا، وقعت فجر أمس مواجهات عنيفة بين أهالى سلوان جنوب القدس المحتلة، وبين المستوطنين وقوات الاحتلال بعد محاولة المستوطنين اقتحام مسجد عين سلوان، فتصدى لهم الأهالى ورشقوهم بالحجارة حتى فروا هاربين وسارعت قوات الاحتلال بتفريق الفلسطينيين وأطلقت عليهم الرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع فرد الشبان الفلسطينيون برشق القوات الإسرائيلية بالحجارة وأحرقوا مركبتين للمستوطنين، ولم ترد أى أنباء عن وقوع إصابات بشرية ـ حسبما ذكر موقع «عرب 48» الإخبارى. يأتى ذلك بينما أغلق الاحتلال الحرم الإبراهيمى بالخليل أمام الفلسطينيين وفتحه للمستوطنين اليهود فى رمضان بمناسبة ما يسمى عيد «الغفران» اليهودى لمدة 10 أيام.