إذا كنت من زائرى سوق الثلاثاء فى العامرية، وضرب مدفع الإفطار فلا تنتظر أن تجد أى مصدر للشرب هناك، فالمياه تمتنع عن زيارة السوق فى أى وقت من أوقات السنة، وحتى فى رمضان.. ولكن لا تفقد الأمل كثيراً، فهناك عماد السكرى ورجب السكرى وجمال محمد، 3 شباب من خريجى الجامعات، ولكن فقدان الأمل فى إيجاد فرصة عمل لخص حياتهم فى بيع العرقسوس الذى يعلوه لافتة تحمل اسم كل منهم ورقم تليفونه، وكذلك الأطباق التى تسبق أنغامها هيئتهم، ليصبحوا مصدر الشرب الوحيد فى سوق العامرية منذ أكثر من 7 أعوام.
ويقول عماد السكرى، الحاصل على بكالوريوس تجارة: «بعد أن تخرجت حاولت أن أبحث عن فرصة عمل، على أمل أن أجد مكاناً لى فى إحدى الشركات لأعمل فى مجال تخصصى، ولكن غلبتنى الظروف ولم أجد إلا ممارسة مهنة عائلتى وهى بيع العرقسوس، وجئنا إلى سوق الثلاثاء منذ 7 أعوام، نحاول أن ننتشر أنا وأصدقائى فى جميع الاتجاهات لنقدم العرقسوس إلى الزبائن والبائعين أيضا، فلا يوجد أى مصدر للشرب إلا الأكواب التى نقدمها، فيبدأون إفطارهم مع كوب العرقسوس».
وقال رجب السكرى، الحاصل على بكالوريوس شريعة وقانون: «لم ننتظر الوظيفة الحكومية كباقى زملائنا ولكننا نقدم خدمة فى مكان يحتاج إليها، فهذه السوق لا توجد بها أى مصدر للمياه، أو الشرب، وخلال شهر رمضان يجلس البائعون هنا حتى ساعة الإفطار يوم الثلاثاء، ولا يجدون ما يفطرون عليه إلا كوب العرقسوس، وعلى الأقل نشعر بقيمة الخدمة التى نقدمها، بدلا من أن نتحول إلى كائنات صامتة على مكاتب الحكومة».
وأيده فى الرأى جمال محمد، الحاصل على بكالوريوس شريعة وقانون، مشيراً إلى أهمية وجود أى مصدر للشرب فى هذه السوق، متمنيا أن يأتى اليوم الذى يجد فيه وظيفة يستقر بها، خاصة أنه يرى أن مهنة بائع العرقسوس «ما بتكسبش»، على حد قوله.