من رحمة الله تعالى أن رفع التكليف بالصيام عن المرضى وكبار السن والمسافرين، وسأل أحد المواطنين الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية عن قيمة الكفارة لمن ترك الصيام فى رمضان من المرضى وكبار السن فأجاب: إذا كان المسلم المكلف مريضا مرضا لا يُرجى شفاؤه - بقول أهل التخصص - ولا يقوى معه على الصيام، أو كبيرا فى السن بحيث يعجز عن الصيام وتلحقه مشقة شديدة لا تُحتَمَل عادة فلا يجب عليه نية الصيام من الليل، ولا صيام عليه إن أصبح فى نهار رمضان، وعليه فدية طعام مسكين عن كل يوم من الأيام التى يفطرها من رمضان، لقوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} (البقرة 184).
وأضاف: وقدر هذه الفدية مُدّ طعام من غالب قوت البلد، فمثلا فى القاهرة يُعطى المسكين مدَّ قمح أو ذرة أو أرز أو عدس أو فول أو تمر أو ما شابه من طعام أهل القاهرة الذى يقوت أبدانهم ويستغنون به فى إقامة أبدانهم، ويمكن دفع القيمة إن كان ذلك فى مصلحة المسكين، وقيمة ما ذُكِر حوالى خمسة جنيهات الآن، ولو كان فقيرا ثبتت الفدية فى ذمته، فيخرجها إذا اغتنى، وتُخرَج من تركته إذا ترك وفاءً، وعلى افتراض أنه قَوِى بعد ذلك على الصيام فلا قضاء عليه، بل يجب عليه الفدية، لأنه مُخاطَب بها ابتداءً مع حالته المذكورة.
وأوضح جمعة: أما إن كان المرض يُرجى بُرؤه فيجب عليه نية الصيام من الليل: فإن استطاع الصيام فى النهار صام، وإن لم يستطع أفطر، ولا يُجزئ الإطعام عن الأيام التى يُفطِر فيها، ولابد من الانتظار حتى الشفاء ثم يقضى ما عليه، فإن مات قبل البُرء صام عنه أولياؤه أو غيرهم من المسلمين.