«إنها امرأة رقيقة للغاية، تحب الخيول والكلاب، كما أنها منظمة للغاية ولطيفة ويمكن أن تكسب الناس بسهولة».. «إنها امرأة قوية جدا ويمكنها أن تفعل ما تريده، كما أنها صاحبة إرادة فولاذية وتملأ الجو تأثيرا منذ كانت طفلة».
على الرغم من الاختلاف الشديد فى التعليقين فإنهما يصفان شخصا واحدا، الملكة إليزابيث الثانية، ملكة إنجلترا والكومنولث، غير أن التعليق الأول يصدر باستمرار من السيدات اللواتى يرين فيها شخصا رقيقا، بينما يرى فيها الرجال شخصا قويا بما يعكس قدرة الملكة، البالغة من العمر 84 عاما، على التلون بشتى الأشكال والصور.
وعلى الرغم من ندرة أحاديث إليزابيث الصحفية فإنه يتأكد منها جميعا قدرتها على ضبط النفس واتخاذ قرارات تراها «ضرورية» بغض النظر عن شعورها حيال هذه القرارات، ولعل هذا هو ما تأكد من خلال حوار معها قالت فيه: «المرة الوحيدة التى تركت فيها العنان لنفسى كانت عند انتهاء الحرب العالمية الثانية (عام 1945 وكانت تبلغ 19 عاما حينذاك) حيث نزلت إلى الشارع ورأيت حالة الفرحة العارمة بين الناس الذين تشابكت أيديهم ورقصوا فى الشوارع».
إليزابيث عُرفت بأنها امرأة صلبة وسيدة قرارات صعبة، بل وصل الأمر بالبعض إلى حد وصفها بأنها قاسية، غير أن الكثيرين يقولون إنها تفعل ذلك للحفاظ على الأسرة الملكية، نظرا لتمتعها بموهبة قيادية ظهرت عندما كانت ابنة الـ14 وبلادها تحت الهجوم النازى حينما خاطبت «أطفال» إنجلترا: «نحن نفعل كل ما فى وسعنا لمعاونة المشاة والبحارة والطيارين، ونحن نسعى لتحمل مآسى الحرب، ونؤكد للشعب أن كل شىء سينتهى على ما يرام». كما تمتد قوة اليزابيث إلى قدرتها على الزواج من الدوق فيليب، الذى أحبته منذ أن كانت فى الـ13 من عمرها وظلت تتبادل معه الخطابات سنوات، وذلك على الرغم من أنه دنماركى - يونانى وليس إنجليزياً، وعلى الرغم من معارضة أمها الملكة إليزابيث للزيجة. وتبلغ أهمية وجود إليزابيث إلى الحد الذى دعا «فورين بوليسى» للتساؤل على موقعها الإلكترونى أمس مما إذا كان هناك مبرر لاستمرار الملكية البريطانية بعد وفاة إليزابيث، خاصة مع الجدل الذى يتصاعد فى أستراليا وبعض الدول الأخرى، لتبقى إليزابيث فى رأى كثيرين «آخر رموز» الأسرة المالكة العريقة.