واصلت الأجهزة الأمنية حملاتها فى 8 محافظات، عقب سقوط 50 متهما فى «خلايا إرهابية عنقودية» متورطة فى محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، والاعتداء على كنيسة العذراء فى منطقة الوراق، ويلاحق قطاع الأمن الوطنى متهمين رئيسيين فى الواقعتين كانا سبب تأخر الإعلان عن نتائج الحملات- حسب مصادر أمنية مشاركة فى خطة البحث.
وخضع المتهمون في محافظات الإسماعيلية والقاهرة والجيزة والقليوبية والشرقية ودمياط لرقابة أمنية مشددة، ويقوم ضباط الأمن الوطنى بإعداد محاضر التحريات عن وقائع الضبط والتقارير الفنية عن مضاهاة الأسلحة والذخائر التى تم العثور عليها بحوزة المتهمين.
واستجوب «الأمن الوطني» الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان، عقب القبض عليه فى مدينة نصر، الثلاثاء، حول علاقته بـ« الخلية الإرهابية الإخوانية التى ألقى القبض عليها فى منطقة 6 أكتوبر، وعدد أفرادها 9 متهمين»، ونفى «العريان» علاقته بـ«الخلية»، في الوقت الذى أشارت فيه التحريات إلى قيامه بمنح هذه الخلية تكلفيات بإحداث حالة من العنف بالتزامن مع محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى.
وقالت مصادر أمنية فى مكتب وزير الداخلية إن القوات تلاحق متهمين رئيسيين يعتبران الأخطر فى الخلية لعلاقتهما بعدد من الحوادث الإرهابية التى ارتكبت فى الفترة الأخيرة، وهذا سبب إرجاء الوزارة إصدار بيانات أو عقد مؤتمرات صحفية حول هذه العمليات، حرصا على مصلحة التحقيقات.
وحصلت «المصري اليوم» على تفاصيل القبض على الخلية الإخوانية، التى كانت تخطط لإعمال عنف أثناء محاكمة مرسى، فى 4 نوفمبر المقبل، حيث كانت هناك نية لدى الجماعة لإحداث حالة من الفوضى، واستهداف مناطق حيوية وأماكن مهمة بالدولة خلال جلسة المحاكمة، مستغلين انشغال قوات الأمن بتأمين الجلسة، وتنظيم مظاهرات للزحف إلى مقر المحاكمة، تتقدمها نساء الإخوان.
وقال مصدر أمنى لـ«المصرى اليوم» إن معلومة وصلت إلى «الأمن الوطنى» بوجود الخلية الإخوانية، داخل إحدى العمارات السكنية، وتم تشكيل مجموعات عمل متخصصة من ضباط مديريات الأمن والأمن الوطنى والأمن العام، وتعقب الخيوط التى وصلت لأجهزة الأمن، خلال عمليات المتابعة لنشاط الخلية، مؤكدا أنها موزعة على عدة محافظات ما بين القاهرة والجيزة والإسكندرية والفيوم والشرقية، وتلقت تعليمات، خلال الأيام الماضية، بتنظيم مسيرات وإحداث أعمال شغب، تستهدف مقار الشرطة وكمائن الجيش، أثناء عقد جلسات «مرسى» وأن العملية استهدفت الخلية فى الساعة الرابعة، من عصر الثلاثاء.
وأوضح أن هناك 6 عناصر تتبع الخلية لاذوا بالفرار فى منطقة 6 أكتوبر، وأجهزة الأمن توصلت إلى مكان اختبائهم، ويتم تضييق الخناق للقبض على باقى أفراد الخلية، وتابع: «هدف التنظيم الذى تم ضبطه إحداث فوضى عارمة لزعزعة أمن واستقرار البلاد».
وكشفت تحريات الأمن الوطنى، أن قائد الخلية الإخوانية، يدعى أسامة الدين عاطف الشاذلى، مهندس زراعى، يقيم بالحى الثانى المجاورة رقم 2 بـ6 أكتوبر، وكان يتردد على الشقة التى تم ضبط المتهمين فيها، وبحوزته أجولة، تحتوى على «تى شرتات» عليها أشارات اعتصام رابعة العدوية، ويقوم بتمويل المظاهرات التى تشهدها الجيزة، وأن المتهم عقد النية مع باقى التنظيم على خلق حالة من الفوضى أثناء محاكمة الرئيس المعزول.
وأضافت التحريات أن المتهمين كانوا على علاقة بـ«العريان»، وكانوا يمدونه بمراسلات إلكترونية عبر جهاز «لاب توب» عثر بحوزتهم داخل الشقة، تختص بالأحداث والتكليفات التى كانوا يتلقونها من القيادى الإخوانى.
وقالت مصادر قضائية إن أجهزة البحث والتحرى، فى وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة- تبحث عن علاقة الخلايا الإرهابية التى ألقى القبض عليها، مؤخرًا بمحافظة القليوبية، و6 أكتوبر، بحادث كنيسة العذراء بالوراق، التى راح ضحيتها 5 مواطنين، وأفادت فى الوقت نفسه بأنها لم تتلقَ أى إخطارات، حتى الآن، بشأن القبض على متهمين رئيسيين فى الحادث، لبدء التحقيق معهم.
وأوضحت أن النيابة فى انتظار وصول تحريات الأمن الوطنى، وتقارير الأدلة الجنائية، بشأن تحديد هوية الجماعات التى تقف وراء الحادث، لافتًا إلى أن ما تم التوصل إليه بشكل مبدئى بأن وراء الجريمة إحدى الخلايا الإرهابية، ويجرى البحث والتحرى من قبل الأجهزة الأمنية، عن علاقة بعض هذه الخلايا، بالجرائم الإرهابية.