6 من الشباب السكندرى.. دفعهم حبهم للإسلام وما لديهم من مهارات وكفاءة إلى تغيير الصورة «المشوهة» عن الإسلام فى الغرب، خاصة فى الدول غير الإسلامية، فاختاروا بلداً فى أقصى الغرب لتحسين تلك الصورة فيه، فكانت البرازيل هى محطتهم الأولى.
مصطفى محيى، هو صاحب فكرة المشروع والقائم عليه، وهو شاب فى أواخر العشرينيات من عمره، يقول: «نحن مجموعة من الشباب السكندرى وجدنا أن لدينا ما يؤهلنا لنشر الدين الإسلامى باللغات المختلفة، فمنا من يتقن اللغات البرتغالية والإسبانية والإنجليزية، وكلنا من حملة المؤهلات العليا، أجمعنا على فكرة العمل التطوعى، فقمنا بتدشين موقع إلكترونى بلغات مختلفة لنشر الإسلام فى البرازيل»، وقع اختيارهم على دول أمريكا اللاتينية بسبب قلة اهتمام المنظمات الإسلامية بها، عند المقارنة مع الدول الأوروبية والأمريكية.
تتراوح أعمارهم بين 26 و30 عاماً، آمنوا بفكرة فعكفوا عليها، وشغلوا أوقاتهم بها، لم يكن مشروعهم وليد اللحظة، فسبع سنوات مرت على مشروعهم حتى يرى النور، يقول مصطفى: «استمر إعدادنا لهذا المشروع 7 سنوات، حتى قمنا بتدشين الموقع الإلكترونى الذى نقوم من خلاله بالتواصل مع البرازيليين، فيقوم أحد أعضاء الفريق بالسفر إلى هناك للتعرف على ما هو جديد، وعلى طبيعة البلد وطبيعة أهلها، فلا نستطيع أن نتواصل معهم دون التعرف عليهم».
يكمل مصطفى قائلاً: «اخترنا دولة البرازيل بالأخص للتركيز عليها لعدة أسباب، منها أنها أكبر قوة اقتصادية فى أمريكا اللاتينية، ونسبة معتنقى الإسلام بها كبيرة، حيث تكثر نسبة العرب المتواجدين هناك، ولكن المشكلة كانت في الجمعيات التى تقوم على نشر الإسلام هناك، يتوقف دورها بمجرد دخول الشخص الإسلام، ومن هنا يبدأ دورنا حيث نتابع معتنقى الإسلام الجدد». رغم ما يمتلكونه من مهارات التواصل والاتصال واللغات المختلفة التى لديهم، إلا أن دورهم يكون أقرب إلى حلقة الوصل بين العلماء والشيوخ وبين «معتنقى الإسلام الجدد»، حيث يمدونهم بالمصاحف باللغات المختلفة، وبالكتب الإسلامية، يقول مصطفى: «يتصل بنا أسبوعياً حوالى 15 شخصاً من البرازيل يطلبون منا أن نمدهم بكتاب معين للتعرف على تعاليم الدين الإسلامى».
50 لغة يمكنك أن تعرف الإسلام بها إذا فكرت فى التواصل معهم عن طريق موقعهم، تحدوا كل الحملات التشويهية التى يلقاها المسلمون فى العالم، وتصاعد نبرة العداء لهم، حسبما يقول مصطفى، ويكمل: «بدلاً من أن نقف فى طوابير العاطلين عن العمل، فكرنا فى هذا المشروع الذى استغرق منا الكثير من الجهد البدنى والعقلى والمادى حتى يخرج إلى النور، ونكون من أكبر المواقع التى يُعتمد عليها فى التعرف على الدين الإسلامى».
«كان لنشاطنا فى البرازيل الدور الأكبر فى تعامل كبرى المؤسسات فى العالم، المتخصصة فى نشر الإسلام، والتعريف بالدين الإسلامى معنا»، فى المقابل لا يدر عليهم هذا المشروع أى عائد مادى، حسب ما يؤكد لنا مصطفى، فيقول: «كل آمالنا تحسين صورة الإسلام التى شوهها الإعلام الغربى».