مصر تنضم إلى معارضي «وثيقة كوبنهاجن».. والاحتجاجات تحاصر ختام قمة المناخ

كتب: منى ياسين الجمعة 18-12-2009 14:26

تختتم قمة التغيرات المناخية أعمالها اليوم الجمعة في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن، بحضور عدد كبير من زعماء العالم، وذلك بعد مفاوضات استمرت على مدار الاسبوعين الماضيين، خيمت عليها أجواء الفشل واليأس من التوصل إلي اتفاق عادل يرضي جميع الدول بشأن قرارات الحد من الانبعاثات الحرارية.

وحاصرت العشرات من الحركات الاحتجاجية مقر انعقاد القمة في اليوم الختامي بالمظاهرات والهتافات الصاخبة التي طالبت زعماء العالم بضرورة اتخاذ قرارات فعالة تجاه قضية التغيرات المناخية، مما دفع السلطات الدانماركية إلي الاستعانة بأعداد كبيرة من قوات الأمن من ألمانيا والسويد لتأمين زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي حضر ختام القمة، حيث قام الأمن بتطويق مقر القمة والحركات الاحتجاجية.

وقالت مصادر من الجهات المنظمة للمؤتمر: "الدنمارك لا تمتلك القدر الكافي من التأمين نظراً لأن عدد سكانها لا يتجاوز المليون نسمة، وبالتالي ليس لديها القدرة على تامين قمة دولية مثل مؤتمر كوبنهاجن الذي يحضره زعماء العالم ووزراء ووفود من كل الدول".

من جهة أخرى قررت مصر مشاركة عدد من الدول النامية "المجموعة الإفريقية والصين والهند وجنوب إفريقيا" في التقدم بمقترحات مضادة للوثيقة المقترحة التي من المنتظر أن تكشف عنها الدنمارك بشان ما توصل إليه مؤتمر كوبنهاجن للتغيرات المناخية.

كانت الدول النامية قد صاغت مقترحها مسبقا كإجراء استباقي مضاد، فيما أعلن المهندس ماجد جورج وزير البيئة، أن الوفد المصري أعد مع المجموعة الإفريقية صياغة المقترح المضاد للمقترح الدانمركي وتمت الإشارة فيه إلي الموضوعات التي تهم مصر وعلى رأسها التمويل والتكيف بالإضافة الي بناء القدرات البشرية والمؤسسية.

إلى ذلك ألقى عمرو موسى، الأمين العالم لجامعة الدول العربية، كلمته في الجلسة الختامية والتي طالب فيها بقرارات عادلة من قبل الدول المتقدمة ترضي الدول النامية تعطيهم القدرة على تخفيض الانبعاثات الحرارية، وحذر موسى من تأثير التغير المناخي على التوازن البيئي في الدول العربية.

وفي تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» قال موسى: "إن أحوال مناخ كوكب الأرض تهدد بكارثة لجميع البشر وبالاخص المنطقة العربية.. أكثر المخاطر التي ستتعرض لها الدول العربية هي ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض كمية الأمطار وارتفاع مستوى البحار في منطقة تعاني أصلا من موجات الجفاف المتكررة وشح المياه"، لافتاً إلى التداعيات المتوقعة للتغير المناخي على الدول العربية، والمتمثلة في نزوح وهجرة السكان وتأثيرها السلبي على انتقال الأمراض.

وأوضح موسى أنه من المتوقع أن يؤدي التغير المناخي إلى تفاقم الهجرة البيئية، خاصة وأن الاستشرافات تشير إلى توقع تضاعف حجم اللاجئين بحوالي 10 مرات خلال الفترة المقبلة.

وقال :"إن إنشاء نظام اقمار اصطناعية عربية لمراقبة كوكب الأرض مع التركيز على آثار التغير المناخي على البلاد العربية وشواطئها وأنهارها وصحاريها يكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة إلى جانب مردوده الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي سيمكن من قيام نظام عربي متطور وفعال للمراقبة والإنذار المبكر لمواجهة الأزمات".

من جانبها حذرت الشبكة العالمية للتحرك من أجل المناخ من فوضى عارمة قد تحدث في تطبيق قرارات الحد من الانبعاثات الحرارية، من سيطرة الدول المتقدمة على قرارات وسياسات المتعلقة بشؤون البيئة.

وأشار «وائل حميدان»، الرئيس التنفيذي للشبكة في تصريحات لـ«المصري اليوم» إلى أن المجتمع المدني الدولي لن يقبل أي قرارات غير عادلة قد تصدر عن قمة كوبنهاجن وسيتم اصدار بيانات مضادة لها، مشيرا إلي أن التحرك العالمي من أجل المناخ لن يتوقف.