من منطلق إنسانى بحت، وبمنطق «الشىء لزوم الشىء»، قرر عثمان تحويل محله الصغير فى شارع قصر العينى من بيع قطع غيار السيارات إلى مصنع صغير لتصنيع الثلج، وتوزيعه على المرضى الذين يترددون للعلاج فى معهد الكبد، حيث يقع محله أمام مدخل المعهد مباشرة.
من مكانه فى المحل تابع «عثمان» حركة المرضى، وتعاطف مع أكثرهم خاصة أنهم يحضرون من قرى ونجوع بسيطة، ولاحظ معاناتهم مع المرض للحصول على أمبول الإنترفيرون الذى يصل سعره إلى 1400 جنيه، فضلاً عن معاناتهم فى توفير الثلج لحفظ الحقنة لحين وصولهم إلى محافظاتهم.
عثمان قرر أن يحول تعاطفه مع هؤلاء المرضى إلى عمل حقيقى ينفعهم به ويخفف من معاناتهم مع المرض وتوفير علاجه، وحصر أكبر مشكلة يواجهونها فى أن الحقنة تفقد صلاحيتها بعد ساعة واحدة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وبدأ عمله بشكل خيرى بتخزين الثلج وتوزيعه على المرضى بالمجان، لكن تزايد الطلب عليه وتوافد مئات المرضى إلى محله الصغير دفعاه إلى تغيير نشاطه بشكل كامل.
عثمان يبرر: «تعلمت صناعة الثلج بطريقة مبتكرة تساعد فى احتفاظه ببرودته لأكثر من 14 ساعة، تعتمد على مرحلتين، الأولى تجهيز المياه ووضع ملح بكمية كبيرة فيها ليصبح الثلج أكثر صلابة، ثم تخزينه لفترة ليحتفظ بقوامه».
فكر «عثمان» فى نشر خدماته بين المرضى، فذهب إلى أطباء المعهد وعرض عليهم رغبته فى مساعدتهم وتوفير الثلج لهم بالمجان، وبالفعل ساعده الأطباء ودلوا أغلب المترددين على المعهد عليه، واشتهر عم عثمان بين المرضى، ويقول: كل هدفى هو مساعدتهم أو حتى تخفيف معاناتهم، يكفيهم معاناة «المرض والفقر».