خلال شهر رمضان لا يقتصر المترو على كونه وسيلة مواصلات فقط، حيث تتحول العربات المخصصة للسيدات خلال هذا الشهر خاصة قبل الإفطار إلى مركز لنشر الموعظة الحسنة، من خلال سيدات منتقبات يتولين إلقاد خطب وأدعية دينية تحض على الصلاة والصيام والاستغفار طوال شهر رمضان، مشهد يتكرر كل عام فى شهر رمضان، فتاة منتقبة تصعد المترو وتخرج من شنطتها كتاب أذكار، وتظل تردد أدعية دينية بصوت منخفض يعلو تدريجياً، طالبة ممن حولها أن يرددن وراءها ورغم عدم استجابة بعضهن فإن صبر هذه الفتاة واستمرارها فى الترديد يجعلهن يرددن وراءها كل ما تقوله.
يطلق على هؤلاء الفتيات داعيات المترو، ويقمن بهذا العمل فى محاولة منهن لتحصيل حسنات من خلال إعطاء النصائح والمواعظ، ومنهن هبة عبدالكريم التى وقفت فى عربة المترو، وهى تمسك مصحفاً فى يدها اليمنى وتردد أدعية وأذكاراً وتعتبر ما تقوم به مجرد اجتهاد دينى: «الجو فى رمضان مشجع جداً على وعظ الناس خاصة إن فيه قلوب مهزوزة وتحتاج إلى دفعة، بالإضافة إلى أن شهر رمضان له روحانيات خاصة لا نراها إلا من العام للعام».
أما أمانى صابر، وهى واحدة من داعيات المترو فى شهر رمضان، فبررت ما تقوم به على أنه محاولة منها لتحصيل أكبر كم من الحسنات خلال الشهر: «كل سنة فى شهر رمضان بحب أوزع كتب دينية، مش بس فى المترو، ولكن فى كل مكان وفى المسجد بعد صلاة التراويح، ولو شفت بنت لابسة حاجة لافتة، بأنصحها وأقولها إن إحنا فى شهر محبب عند ربنا ولازم ناخد بالنا من لبسنا ومن أعمالنا كلها».