«بي بي سي»: التضييق الأمني يدفع اللاجئين السوريين إلى الهرب من مصر إلى الموت

كتب: بسام رمضان الأربعاء 23-10-2013 19:14

قالت شبكة «بي بي سي» البريطانية، إن اللاجئيين السوريين الذين فروا من الصراع في سوريا يفرون الآن من مصر التي كانوا قبل ذلك يجدون فيها ملاذا آمنا لهم بسبب التضييقات الأمنية ضدهم، معتبرة أن محاولتهم مغادرة مصر عن طريق البحر من محافظة الإسكندرية مخاطرة بحياتهم، ما أدى إلى مقتل بعضهم.

وذكرت الشبكة، في تقريرها الذي أعدته مراسلتها بمصر، أورلا غورين، من خلال لقائها بعدد من اللاجئيين السوريين الواقع الذي يعيشونه بمصر.

وقالت سهى عمر علي، إحدى اللاجئات، إنها «هربت من دمشق التي تمزقها المعارك قبل أسبوعين، وكنت أما لأربعة أبناء، والآن لم أعد إلا أما لواحد منهم فقط، فبعد أن نجوت من الصراع في سوريا، لقيت بناتي الثلاث الصغار مصرعهن غرقًا في البحر الأبيض المتوسط»، مضيفة: «كنا نفر من الموت، لكننا وجدناه أمامنا».

وأضافت: «مرت خمس دقائق فقط بعد صعودنا على متن القارب الذي قالوا إنه سيغرق بنا، ولكننا لم نكن نتوقع أن ذلك سيحدث بهذه السرعة، هرع شقيق زوجي لكي يلبسني سترة النجاة، لكنني قلت، إذا لم تحصل بناتي على مثل هذا المعطف، فأنا لا أريده، بل أريد أن أموت معهن، لكنه أجبرني على ارتدائه».

وكانوا جميعا قد أبحروا من الإسكندرية في العاشر من أكتوبر على متن قارب يكتظ بالركاب ويملكه مهربون، بحسب «سهى».

وقالت «سهى»: «كانت الشقيقات الصغيرات من بين ما لا يقل عن اثني عشر شخصا فقدوا بين الأمواج، كانت الفتيات يرتدين ملابس متطابقة تتكون من قمصان وسراويل بيضاء، مع سترات خضراء من الصوف، كانت سما هي أكبرهن سنا، وتبلغ من العمر ثماني سنوات، تليها جوليا في السادسة من عمرها، وأصغرهن هيا في الخامسة من عمرها والتي كانت تعاني من إعاقة جسدية، وغادرت من أجلها، حيث كنا نأمل في علاجها في السويد».

وتابعت: «كنت أضرب بقدمي في محاولة للبقاء على سطح الماء، وكنت أنظر لأعلى، ورأيت ابنتي المعاقة وقد رحلت، لقد غرقت تحت الماء ولم تطف مرة أخرى، وداعا طفلتي، ليكن الله معك يا ابنتي».

وأضافت: «وتعلقت ابنتي الأخرى برقبتي وقالت: أين أختي هيا؟ إنها لم تغرق؟ وكان علي أن أقول لها إن هيا قد أنقذت».

وواصلت: «وفجأة جاء الماء فوق رؤوسنا، ورأيت ثلاثة أضواء، ولم أكن أعرف أن ابنتي الثالثة قد رحلت أيضا»

واستكملت: «انتهى حلمي في الفرار إلى أوروبا في مركز للشرطة في الإسكندرية يكتظ بالمساجين، حيث كانت تحتجز هي وغيرها من اللاجئين إلى أجل غير مسمى».

وقال  نادر العطار، الشريك المؤسس لـ«حركة التضامن مع اللاجئين»، إن «الظروف البائسة التي يتعرض لها المحتجزون هي جزء من استراتيجية متعمدة».

وأضاف «العطار» أن «الهدف هو إجبار اللاجئين على شراء تذكرة الطيران الخاصة بهم، والموافقة على الترحيل، ويضيف أن 600 شخص رُحِلوا منذ شهر أغسطس، نحن وثقنا حالات لم يحصلوا فيها على مساعدات غذائية، أو يقدم لهم طعام على الإطلاق، حيث ظل بعضهم بلا طعام لمدة يومين على سبيل المثال».

وأوضح: «وكل هذا للضغط عليهم، في نهاية المطاف، لكي يوقعوا على أوراق لمغادرة البلاد، وبدلا من حمايتهم، تعرض مصر حياة هؤلاء للخطر، من خلال إعادة بعضهم إلى مناطق الحرب في سوريا»

وأشار إلى إن «خمس مجموعات أعيدت إلى سوريا بالفعل، وإن أحدث الرحلات التي وصلت إلى سوريا، تضم مجموعة مكونة من 36 شخصا، والذين اعتقلوا لدى هبوطهم في دمشق».

وردت وزارة الخارجية على كلام «العطار»، وأصرَّ السفير بدر عبدالعاطي، متحدث باسم الوزارة، على أنه لم يٌجبر أي سوري على العودة إلى بلاده، وقال إن كل من يرغب في المغادرة عليه أن يختار من بين الدول التي يمكن أن تقبلهم.

وحول سبب احتجاز بعض السوريين في السجون، قال المتحدث باسم الخارجية إن ذلك لعدم وجود أماكن أخرى مناسبة لهم.

كانت  منظمة العفو الدولية اتهمت، الخميس الماضي، مصر بإبعاد مئات اللاجئين الذين فروا من سوريا، منددة باعتقال الأطفال والفصل بين العائلات عن طريق ترحيل مئات اللاجئين إلى دول أخرى.

وجاء في بيان للمنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان، إن «مصر تحتجز بطريقة غير مشروعة مئات اللاجئين السوريين والفلسطينيين» الذين فروا من النزاع الذي بدأ في مارس 2011 في سوريا، مضيفة أن «مئات اللاجئين أُبعدوا إلى دول في المنطقة من بينها سوريا»، متهمة مصر «بفصل عائلات بهذه الطريقة».

واعتبر شريف السيد علي، المكلف حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية أن «مصر فشلت فشلًا ذريعًا في احترام واجباتها الدولية لناحية حماية حتى اللاجئين المعدمين».