«سقوط الخلافة».. اللبنانيون باعوا أرض فلسطين

كتب: محمد طه السبت 14-08-2010 13:05

كتابة الأعمال التاريخية صعبة، فهى تحتاج إلى قراءة الكثير من المراجع التاريخية، والكتب التى تتناول الوقائع حتى يخرج العمل بشكل دقيق وحيادى، وتكمن قوة هذا النوع من الأعمال فى كيفية عرض التاريخ لصالح قضايا العصر، وهذا يتوقف على نوعية الموضوع الذى يختاره المؤلف، وإذا لم يكن الاختيار صحيحاً لن يخرج مسلسل جيد.

«سقوط الخلافة» مسلسل يتناول الدولة العثمانية التى كان لها دور كبير، فى التاريخ العربى، فقد احتلت الشرق قرونا عدة، وكان انهيارها سبباً فى استعمار الغرب للدول العربية الذى استمر سنوات طويلة، وحدث ذلك بسبب تآمر الغرب على السلطان عبدالحميد وعزله، وهو ما يمكن إسقاطه على الواقع الحالى، ويحمل رسالة «عدوك لا يعتمد على قوته بقدر ما يعتمد على ضعفك»، وزيادة التخلف فى الولايات العثمانية جعل الغرب يغزوها، مثلما يحدث الآن فى الواقع العربى الذى احتله الغرب من خلال تخلفه فى الفكر والثقافة، وتتجسد أقسى صوره فى احتلال العراق وفلسطين.

يوضح يسرى الجندى مؤلف مسلسل «سقوط الخلافة» فى العمل بداية التدخل الصهيونى فى فلسطين، ومساومة اليهود السلطان عبدالحميد بسداد ديونه مقابل الحصول على ولاية فلسطين، وفشلت هذه المحاولات من الصهاينة فى البداية، لكن فى نهاية الدولة العثمانية، انضم اليهود إلى الغرب لخلع السلطان عبدالحميد بالقوة ووضعوه فى ولاية «سالونيك» معقل اليهود، وقال الجندى: ما يحدث فى الوقت الحاضر من تدخل الغرب فى شؤوننا يعود لعدة أسباب أهمها حالة التخلف والانشقاق والاختلاف التى يعيشها الشرق، وهى نفس سبب انهيار الدولة العثمانية، واختيار هذه الفترة لأنها لم يتم تناولها فى عمل فنى من قبل، كما أنها خير اختيار للتعبير عن حالة الانهيار الذى يعيشه العرب الآن.

يضع الجندى يده على قصة فلسطين بشكل مفصل، ويعرض بالتفصيل كيفية تأسيس الدولة الصهيونية فى «يافا» من خلال محاولة «هرتزول» واستغلاله حالة الإفلاس العام فى عهد الدولة العثمانية، وقد استجاب لمحاولاته الأغنياء اللبنانيون الذين باعوا أراضى فلسطين، وهنا يوضح أن بيع الأرض لم يقم به الفلسطينيون كما يعتقد كثيرون.

حاول الجندى فى مسلسل «سقوط الخلافة» الابتعاد عن تقديم الوقائع التاريخية البحتة حتى لا ينفر المشاهد من متابعة العمل، وكان الطابع الاجتماعى فى كتابة الوقائع هو الأساس فى تناول الموضوع