فى رمضان تتعدد الطقوس وتتزايد المظاهر الرمضانية، ما بين عظمة الروحانيات وبساطة التفاصيل المبهجة، حيث تختلط قراءة القرآن وسماعه بأصوات مشايخنا الكبار مع أصوات الباعة فى الشوارع، يصيحون على السلع الرمضانية ومن فوقهم فوانيس رمضان والزينات الملونة، وتلك الأصوات المتصاعدة من داخل المنازل أثناء إعداد وجبات الإفطار وأطباق الحلويات، تتجمع كل هذه الطقوس وتشكّل للشهر الكريم نفحات.. كل منا يستشعرها بطريقته.
ويقول السيناريست بشير الديك: أستشعر الأجواء الرمضانية فى منزلى، من خلال بعض الطقوس الثابتة التى لا أغيرها أنا أو زوجتى وابنتى الحريصتان على الفروض الدينية، خاصة تلك المتعلقة برمضان.. حيث أسمح لنفسى بالدخول فى إجازة كاملة خلال رمضان للاستمتاع بأجوائه، التى أستشعرها داخل منزلى فى الحرص على سماع القرآن أو قراءته، إذا أتيحت الفرصة، خاصة فى الوقت الساحر قبل الإفطار والناس جميعا فى انتظار المدفع، وغالبا ما أقوم فى هذا التوقيت بالاستماع إلى القرآن فى الإذاعة وأكون سعيدا جدا إذا ما كان بصوت الشيخ محمد رفعت، الذى أعتبره بطريقة تلاوته وأذانه أكثر الأصوات التى تعيشنى حالة رمضان، التى اختلفت معى كرب أسرة عنها فى أيام «طفولتى القروية»، حيث كان رمضان أكثر ارتباطا بالشارع وليس البيوت التى لم تكن بها كهرباء، مما أعطى للشارع أهمية ودور كبيرين.
للدكتورة ليلى عبدالمجيد بعض الطقوس التى تشعرها بالأجواء الرمضانية وتقول عنها: بمجرد سماعى لأغنية «رمضان جانا» أشعر بحالة من السعادة الغامرة، فهى الميقات الرسمى بالنسبة لى لقدوم الشهر، كما أننى أضع جدولا خاصا لرمضان يبدأ قبل قدومه بأيام، حيث أواظب على شراء الياميش والفوانيس بنفسى لأطفال العائلة والعاملين معى، إضافة طبعا لشراء «شنط رمضان»، التى أراها إحدى الظواهر الاجتماعية الإيجابية فى السنوات الأخيرة، وأشعر ببهاء رمضان عندما أرى العمارة والشوارع جميعها مضاءة ومزينة بالفوانيس، وعندما أجد نفسى طوال ثلاثين يوما أجتمع فى الإفطار مع زوجى وابنتى على مائدة واحدة عكس المعتاد، كما أننى أحرص على إعداد الطعام بنفسى، حيث أتفنن فى عمل أصناف من السلطة والشوربة التى يحبها زوجى، وعائليا أشعر بالأجواء الرمضانية من خلال حرص أفراد العائلة كل عام على عمل يوم إفطار جماعى فى أحد منازلنا وكل ما سبق لا يحدث إلا فى رمضان، الذى أحرص فيه بالطبع على الالتزام بختم القرآن وصلاة التراويح.