كشف الدكتور حسن يونس، أستاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة بجامعة أسيوط، رئيس اللجنة الهندسية في قضية حادث قطار أسيوط الذي راح ضحيته 51 أغلبهم من تلاميذ معهد النور الأزهري، في نوفمبر الماضي، أن تقرير اللجنة تضمن رصد رفض الإدارة الوسطى للسكة الحديد إقامة «مزلقان المندرة»، وطلبت إغلاقه، لكن وزارة النقل لم تلتفت إلى ذلك «تحت ضغوط سياسية»، بالإضافة إلى رفض الوزارة تعيين عامل ثالث بالمزلقان طبقًا لقانون العمل الذي ينص على أنه يجب ألا تزيد مدة العمل على 8 ساعات .
جاءت تصريحات رئيس اللجنة إثر طلب دفاع المتهمَين، عامل المزلقان وملاحظ البلوك، حضوره لسماع شهادته أمام محكمة جنح مستأنف منفلوط بعد الحكم عليهما في محكمة جنح أول درجة بالسجن 10 سنوات، بالإضافة إلى طلب الدفاع سماع أقوال النائب العام الأسبق، المستشار عبد المجيد محمود، عقب تصريحاته الصحفية بأن «قائمة الاتهام كانت ستشمل قيادات (إخوانية)، مما عجل بالإطاحة به وتعيين المستشار طلعت إبراهيم» .
وأكد «يونس»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن تقرير اللجنة الذي قدمته للنيابة «جاء وافيًا وشاملاً ومكونًا من أكثر من 80 صفحة بالصور، ولكن قرار الإحالة جاء لرؤية النائب العام السابق طلعت إبراهيم، رغم أن سلفه عبد المجيد محمود طلب منه في اتصال تليفوني العمل بما يرضي الله دون وضع أي اعتبار لوزير أو غفير في تحمل المسؤولية عن الحادث»، على حد قوله.
وأشار رئيس اللجنة إلى أن «التقرير تضمّن براءة مهندسي المنطقة الوسطى للسكة الحديد بأسيوط من أي اتهام بعد إثبات رفضهم إقامة مزلقان المندرة قبل وقوع الحادث بسنة، ولكن تم فتحه إثر ضغوط شعبية قادها النائب السابق الناجح على قائمة حزب الحرية والعدالة في انتخابات مجلس الشعب عن منفلوط، وذلك لوجود مزلقان (الحواتكة) القريب من مزلقان المندرة».
وأضاف أن «الإدارة الهندسية سجلت اعتراضها على فتح المزلقان، نظرًا لوجود أخطاء هندسية به، بالإضافة إلى وجود انحدار كبير قبل المزلقان، يمثل عبئًا على السيارات المارة بالمزلقان، حيث إن الانحدار يحجب الرؤية عن السائقين، بالإضافة إلى صعوبة الانتظار في الوضع المنحدر، وكان لابد من رفع مستوى الأرض قبيل المزلقان لأكثر من مترين لمسافة تزيد على 50 مترًا حتى تتسع لكل السيارات، كما أن الإدارة الهندسية خاطبت الوزارة لتعيين عامل مزلقان ثالث، حتى لا تزيد الوردية على ثماني ساعات بدلًا من 12 ساعة، حيث يمثل حملًا زائدًا على عمال المزلقانات، وهو ما لم تلتفت إليه الوزارة، وكان من الأسباب الرئيسية في وقوع الحادث لنوم عامل المزلقان قبل انتهاء ورديته في الثامنة صباحًا، حيث وقع الحادث في السابعة والربع صباحًا».