جمال مبارك: تصرفات الجزائريين في الخرطوم تم الترتيب لها.. ولن نتهاون في حقوق المصريين

كتب: طارق أمين الأحد 22-11-2009 22:22

خيمت أحداث مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر التي أقيمت في السودان الأسبوع الماضي، علي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس لتطوير الخدمات الصحية بشرم الشيخ، مساء اليوم الأحد، في ظل حضور جمال مبارك أمين لجنة السياسات، الأمين العام المساعد بالحزب الوطني.

 

فقبل إغلاق الجلسة، التي أفتتحها الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة، بكلمة مطولة حول مغزي وأهداف تطوير القطاع الصحي، هيكليا وماليا وإداريا وبشريا، انهالت الأسئلة "التي جاءت مكتوبة" من المشاركين بالمؤتمر ومعظمهم من الأطباء قيادات الوزارة علي مبارك الأبن، لدرجة علق عليها "الجبلي" قائلا:" لا يمكن أن نتجاهل ما حدث في تلك المباراة" وقدم الشكر لجمال مبارك علي تجاوبه وصراحته واهتمامه، ورد جمال مبارك قائلا" أنا عارف وحاسس كويس بمشاعر الاحتقان والغضب بداخلكم، لكن ثقوا تماما من أن حقنا لن يضيع  في النهاية."

 

كانت البداية بكلمة مكتوبة للدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم الوزارة، قرأها "الجبلي" الذي كان يتلقي الرسائل، ليجيب علي بعضها والبعض الأخر لجمال مبارك، قال شاهين في رسالته:" في ليلة 19 نوفمبر 2009 ليلة بكي فيها الرجال في حب مصر، ومن أجل مصر ليلة توحدت فيها كلمة المصريين، وتجلت فيها مشاعرهم.

 

وأمام أوراق الأسئلة المتزايدة، حكي جمال مبارك قصة سفره هو وأخيه إلي السودان لتشجيع ومؤازرة الفريق المصري في مباراته الفاصلة، وقال:"البداية كانت في مباراة فريقنا في ستاد القاهرة، وبمجرد دخول هدفنا الثاني في الفريق الجزائري، أنا وعلاء نظرنا لبعض وقلنا في لحظتها هنسافر السودان.. أنا وعلاء رايحين "مشيرا إلي أن سفرهما كان ضد رغبة الأمن، وقال:" حذرونا من السفر لكننا أصرينا علي الذهاب لمؤازرة فريقنا".

 

وأضاف:" قبل نهاية الشوط الثاني من المباراة في السودان طلبوا منا الخروج لتأميننا، فاتفقنا أنا وعلاء علي مسايرتهم إلي النهاية، بحيث نظل نشجع حتي نهاية المباراة".

 

وتابع جمال مبارك:"لا أريد أصب الزيت علي النار، لكن لم نتخيل ما حدث هناك، فالمشاحنات والتوتر والاحتقان كل هذا وارد ومتوقع في مباريات كرة القدم" مشيرا إلي أن غير المتوقع ما حدث في أعقاب المباراة، قائلا:" اتصدمنا قوي، فلم يخطر في ذهننا أنا وعلاء ما حدث خارج الاستاد، فقط كان صدمة لنا لأنه ما حدث كان منظما للغاية ومرتب، وأنا هنا لا أريد صب الزيت علي النار."

 

وأكد أن مصر قادرة علي أن تأخذ من المواقف ما يجعلها ترد كل الإهانات والإساءات، وقال:" الرئيس تعامل في تلك الأزمة بهدوء وطالب في كلمته أمام مجلسي الشعب والشوري بعدم الانفعال، وسنأخذ حقنا وهناك من الطرق التي سنأخذ بها حقنا، فنحن بلد كبير وقوي ليس برئيسه أو حكومته فقط بل بشعبه."

 

وطالب جمال، بانتظار تحرك القيادة السياسية في تلك الأزمة، قائلا " القيادة السياسية ستأخذ خطوات المحسوبة وهي تعرف ما يدور خلف الستار وتحت الترابيزة، ولا تهاون في حقوقنا وسنتعامل بحزم مع من يحاول تعريض أرواح وممتلكات المصريين بالخارج أو إهانتهم، كما أن الحكومة لن تتهاون في المطالبة والضغط لتعويض كافة الخسائر في الممتلكات وأموال المستثمرين المصريين الصغار قبل الكبار."

 

وتابع" أقول ذلك ردا علي من يردده البعض بأن لا تأثير لمواقفنا، وهذا غير صحيح فمواقفنا تٌسمع في العالم كله وبيتعمل لنا ألف حساب فنحن شعب كبير وعريق ويجب أن نفخر بأننا مصريون، نعم لدينا مشاكل ومع ذلك بيتعمل لنا ألف حساب، وتأثيرنا وقدرتنا هما السبب وراء ما حدث وفيما يحدث." مضيفا أن مصر قوية ولديها مؤسسات قوية ومجتمع قوي وجهات مؤثرة."

 

وعلق أحد الأطباء بقوله:" الحمد الله أننا لم نكسب تلك المباراة" فرد جمال قائلا:" أختلف معك.. يا ريت كنا كسبنا وإحنا مش بنخاف من حد وعلي فكرة لو كنا نعرف اللي هيحصل في السودان كنا سنسافر برضه".

 

وأكد جمال أن الجمهور المصري كان متحضرا للغاية فقام بتحية الفريق المصري رغم خسارته المباراة، لأنهم كسبوا احترام الجمهور، وقال:" هذا الفريق أسعدنا كثيرا طوال السنوات الماضية، كما أنه تعرض لظلم كبير في جنوب أفريقيا بعد الشائعات التي طالت سمعتهم هناك."

 

 وأبدي جمال مبارك تحفظه علي تناول بعض الصحف التي زعمت أنه غادر هو وأخيه تاركين الجمهور المصري في الجحيم، وقال:" الناس دي  بتطلع عناوين مثيرة بدون معلومات حقيقية، فنحن قعدنا نتابع الموقف وكنا نتلقي استغاثات المصريين علي التليفونات، ولم نغادر إلي المطار بعد الاطمئنان علي المصريين."

 

وأنهي جمال كلامه قائلا:" بصراحة من المستبعد أن نري أي لقاء كروي بين مصر والجزائر في الفترات المقبلة، وأقول ذلك مع الأسف."