«إبراهيم عبد المجيد»: تأسيس دار «بيت الياسمين» لن يؤثر على أعمالي مع الدور الأخرى

كتب: أحمد الهواري الأحد 25-07-2010 19:38

بعد أن أمتع قراءه علي مدار سنوات طويلة بحوالي 25 عنوانا من إبداعه، قرر الكاتب والروائي «إبراهيم عبد المجيد» تأسيس دار نشر بدأت في العمل بالفعل من خلال إصدار 4 كتب متنوعة المضمون وطرحتها بالفعل في المكتبات قبل إقامة حفل إطلاق الدار، الذي من المتوقع أن يقيمه الكاتب الكبير قريبا، «المصري اليوم» التقت «عبد المجيد» وتحاورت معه حول الدار.

في البداية قال «إبراهيم عبد المجيد» أن اختيار عنوان رواية «بيت الياسمين» اسما للدار لم يكن فكرته الخاصة، وإنما جاء نتاج حوار اشترك فيه مع ابنه والمسؤول عن تصميم الأغلفة في الدار «زياد عبد المجيد» والقاص الشاب ومسؤول التحرير بالدار «محمد الوزيري» حيث قام هو في البداية بطرح أسماء مختلفة كان منها "بين القصرين" علي اسم رواية أديب نوبل «نجيب محفوظ» ولكن الشباب اقترحا أن يكون اسم الدار مأخوذ من رواية لـ«عبد المجيد» طالما أنه سوف يأخذ اسم الدار من عنوان رواية وهو ما كان.

وعن السبب الذي دفعه إلي إنشاء دار نشر بعد هذه السنوات يقول الكاتب السكندري أنه لاحظ وجود الكثير من المواهب الشابة، المتواجدة بكثرة سواء في الحياة العامة أو علي شبكة الإنترنت، تحتاج إلي من يتبناها وينشر إبداعاتها لجودة الإنتاج الأدبي الذي تقدمه. إلي جانب أنه يمتلك الآن الكثير من الوقت الذي لا يفعل فيه شيئا لعدم امتلاكه وظيفة تشغل وقته بالإضافة إلي أن ابنه شجعه علي الفكرة من خلال تواجده معه كمصمم أغلفة معتمدا علي خبرته السابقة في أقسام التنفيذ في مجموعة من الصحف المصرية.

زيادة أعداد دور النشر في الفترة الماضية لم يفت علي «عبد المجيد» وهو ما يقول عنه أنه شيئا جيدا حتى لو كان المضمون المقدم من خلاله لم يكن كله بالجودة المنتظرة، فالتجربة تساهم في زيادة أعداد القراء والمبدعين وهو ما يصب في النهاية في مصلحة الحياة الثقافية في مصر. ويشير الكاتب إلي أن الزيادة المطردة في أعداد الكتاب الفترة الماضية تجربة جيدة، فهو قرأ الكثير من كتابات الشباب الجديدة وبعضها من وجهة نظره جيدة والبعض الأخر ليس جيدا. مضيفا أن غياب حياة نقدية قوية في مصر ساعد علي عدم تريث غير الجيدين وعدم انتظارهم لنضج تجربتهم الإبداعية.

يقول «عبد المجيد» أن أسباب غياب الحياة النقدية القوية في مصر يعود إلي أن أسباب كثيرة منها غياب الصحافة النقدية القوية حيث اختفت مساحات النقد ونشر الإبداع علي صفحات الصحافة المصرية، مؤكدا أنه من أهم تلك العوامل أيضا غياب دور «المحرر» في دور النشر إلي جانب غياب الحياة الديمقراطية وهو ما أدي إلي غياب الديمقراطية عن الكتاب أنفسهم، فالكاتب بعد أن ينتهي من نصه يعتبره نصا مقدسا لا يجوز المساس به عن طريق الناشر علي الرغم من أن الكتاب في العالم كله يخضع لمعايير «المحرر» بعد أن ينتهي منه الكاتب.

يري صاحب "بيت الياسمين" أن عودة الحياة النقدية إلي قوتها في مصر أصبح من الصعوبة بمكان لأن "الناس رامية حمولها علي وزارة الثقافة" في هذا الشأن، حيث تلهث الجرائد الحالية الآن وراء "المشاكل" مثلما تفعل باقي وسائل الإعلام. وتنحصر غالبية الأعمال النقدية الحالية في مجلتي "الثقافة الجديدة" ومجلة "الرواية".

وعن دور «المحرر» يقول «محمد الوزيري»، مسؤول التحرير بالدار، أن هذا الدور لا يقوم علي التدخل في النص، حيث أن الدار في سبيلها إلي تقوية هذا الدور في مصر لا تتدخل في ما يكتبه المبدع وإنما تشير عليه ببعض التعديلات التي تراها في بناء الرواية أو القصة علي سبيل المثال، وبناء عليه يقوم الكاتب ببعض التعديلات بعد المناقشة مع محرر الدار، فالمحرر هنا لا يتدخل بالكتابة لإن النصوص التي تقبلها الدار يفترض بها من البداية أن تكون نصوص جيدة وبالتالي لا تحتاج إلي تدخل وإنما بعض التعديلات.

وعن تصميم أغلفة الكتب يقول «زياد» أن الفرق بين عمله في التنفيذ الصحفي وتصميم الأغلفة كبير، فتصميم الغلاف يقوم بشكل كامل علي التخيل بعد قراءة متمعنة لمضمون الكتاب، ومن هذه القراءة يخرج بصورة ما عن شكل الغلاف. وتكون هذه الصورة متعلقة بالمضمون بشكل كبير مشيرا إلي أن هناك العديد من أشكال تصميم الأغلفة التي تعتمد عليها الدار، فهناك أغلفة يتم تصميمها بطريقة تكنولوجية علي الكمبيوتر باستخدام صور معبرة عن الكتاب ودمج بعض العناصر بها للوصول إلي الشكل النهائي للغلاف. وهناك أغلفة يتم تصميمها بطريقة الرسم اليدوي من خلال الاستعانة بأحد الفنانين لتصميم لوحة تعبر عن رؤية الكتاب كما أن هناك أغلفة قد تجمع بين الاثنين. مؤكدا علي ضرورة احترام حقوق الملكية الفكرية عند اختيار صورة ما كغلاف للكتاب عند استخدام مصادر غير الرسامين لتصميم الأغلفة.

وفي عودة إلي الدار يقول «إبراهيم عبد المجيد» أن الدار تسعى إلي نشر الأعمال الثقافية بمعناها الواسع وليس فقط الإنتاج الأدبي، فهو يسعى إلي نشر كتب في مجالات ثقافية أخرى مثل الموسيقى والفن التشكيلي. وهو ما بدأه بالفعل مع نشر كتاب «رفيقي للكونسير» وهو عبارة عن معجم لمصطلحات الموسيقى الكلاسيكية لـ«حسام الدين زكريا».

وأضاف «عبد المجيد» أن إنشائه لدار «بيت الياسمين» لن يؤثر علي أعماله المنشورة من قبل في دور أخرى مثل «الشروق» أو «المصرية اللبنانية» ولكن أعماله القادمة من المقرر أن تنشر في «بيت الياسمين» وهو ما بدأ بالفعل مع كتابه الجديد «السبت فات.. والحد فات» الذي جمع فيه مجموعة من مقالاته المنشورة في الصحف. بالإضافة إلي نيته لنشر بعض أعماله التي لم تنشر في دور نشر خاصة من قبل مثل "الإسكندرية" و"أين تذهب طيور المحيط.. من الإسكندرية إلى موسكو" و«برج العذراء».