«اسكندرية اليوم» تنشر تقرير «اليونسكو» عن منطقة «أبومينا» الأثرية.. وزيارة ميدانية لـ«الكنائس والدير» خلال أيام

كتب: رجب رمضان السبت 17-07-2010 16:31

حصلت «إسكندرية اليوم» على نص تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، الذى أعدته لجنة مشتركة من المنظمة ومركز التراث العالمى والمجلس الدولى للآثار والمواقع «ICOMOS»، لمتابعة حالة موقع أبومينا المسجل ضمن المواقع المهددة بالخطر على قائمة التراث العالمى باليونسكو وبحث إمكانية رفع المنطقة من القائمة وإدراجها مرة أخرى ضمن الآثار العالمية، خاصة أنها تعد المنطقة الوحيدة فى الإسكندرية، المدرجة فى مجلد الآثار العالمى لليونسكو.

وقالت المنظمة فى تقريرها- الذى تمت ترجمته إلى اللغة العربية وتنشره «إسكندرية اليوم» إن البعثة زارت منطقة أبومينا على الطبيعة بناء على الطلب الذى تقدمت به لجنة التراث العالمى فى دورتها الثالثة والثلاثين التى عقدت فى مدينة أشبيلية العام الماضى لتقييم التقدم الذى تم إحرازه فى تطبيق جميع التدابير التصحيحية ووضع مقترح لحالة الحفاظ المرجوة لرفع منطقة آثار أبومينا من قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر ومراجعة الإطار الزمنى لاستكمال التدابير التصحيحية.

وذكر التقرير أن منطقتى التراث العالمى أبومينا ودير مارمينا القبطى يرتبطان ارتباطا روحياً لا ينفصم، حيث إن الموقع الأثرى هو مكان قبطى مشهور للزيارة المقدسة، مشدداً على ضرورة استمرار العمل المشترك بين المجلس الأعلى للآثار ومجتمع مارمينا القبطى بصورة أكثر رسمية بالتمثيل المتساوى فى المجموعات الرئيسية وإن كانت هذه المجموعات التى تم تحديدها فى حاجة ماسة إلى خبرة دولية.

وشدد التقرير على ضرورة الإبقاء على منطقة أبومينا على قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر حتى يتم تطبيق نظام إدارة المياة وخطط الإدارة والحفاظ بالكامل والعمل بصورة مرضية لمدة عامين على الأقل.

وأوصت المنظمة، فى تقريرها، بالعديد من الأمور من بينها الاهتمام بالنواحى الهندسية، حيث ثبت أن الطبقة الحاوية للمياة الجوفية محتواة فى طبقة رمال نصف مغلقة حيث يمتلئ المستوى الأعلى بالمياه التى تتحرك عمودياً إلى أعلى من خلال ضخ 170 بئراً تتصل بمواسير تحت سطح الأرض تنقل المياه إلى مصرف مفتوح يصب فى البحر الأبيض المتوسط فى نهاية المطاف، مطالبة بحملة مراقبة مكثفة تستمر عدة سنوات لجمع كل بيانات الأرصاد الجوية والبيانات المائية والجيولوجية المتعلقة، تمهيداً لدراسة مفصلة للجوانب المتعددة ذات الصلة بالمنطقة لتحسين ظروف العمل بالمشروع ومراجعة طريقة الرى الحالية فى المناطق المحيطة بموقع أبومينا.

وطالبت المنظمة بإجراء مسح شامل لكل الموقع المدرج دون مزيد من التأخير وتوسيع نطاق المسح الجيوفيزيائى تدريجياً ليشمل الموقع بأكمله، بما فى ذلك المنطقة العازلة وأن يبدأ العمل فى خطة الحفاظ بمشورة خبراء متخصصين وبرامج للرصد المنتظم والصيانة المقررة مشددة على ضرورة إنشاء مجموعة إدارية بالاشتراك مع المجلس الأعلى للآثار ومجتمع مارمينا وجهاز استشارى يضم المهتمين فى شكل ممثلين من مختلف أصحاب المصالح المحتمل تدخلهم وإنشاء هيكل أكاديمى استشارى لتحليل البيانات التاريخية والأرشيفية الموجودة لصياغة مشروع بحثى لازم للترجمة متضمن التنقيب والترميم وإعادة البناء.

وأشار التقرير إلى أهمية امتلاك موقع التراث العالمى أبومينا مرافق ترجمة كافية ليقدر الجمهور العام والأوساط الأكاديمية أهميته تقديراً كاملاً مثل إنشاء متحف أو مركز ترجمة وضرورة بحث إنشاء خريطة سياحية لخدمة المنطقة بالكامل.

كان الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أرسل خطاباً فى 14 يونيو الماضى – حصلت «إسكندرية اليوم» على نسخة منه- إلى اللواء على هلال، رئيس قطاع المشروعات فى المجلس، مرفقاً بنسخة من تقرير «اليونسكو» عن المنطقة، يطلب منه تقريراً فنياً مفصلاً باللغة الأجنبية على ما جاء فى تقرير المنظمة حتى يتسنى عرضه على لجنة التراث العالمى باليونسكو قبل انعقاد دورتها الـ34 فى دولة البرازيل، نهاية يوليو الجارى.

من جانبه، قال المهندس توفيق إبراهيم عوض عبدالرحمن، مدير عام قطاع المشروعات بالآثار الإسلامية والقبطية واليهودية والمصرية فى الوجه البحرى، إنه يتم الآن التجهيز لزيارة ميدانية للدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لتفقد الأعمال الجارية فى منطقة أبومينا بالكامل، خاصة أنه تم الانتهاء من المراحل الثلاث الأولى من المشروع وتم إطلاق التيار الكهربائى أمس الأول لتشغيل طلمبات الرفع لتخفيض منسوب المياه الجوفية فى المنطقة بنسبة 5.5 متر.

وأوضح عوض- فى تصريحات خاصة لـ«إسكندرية اليوم»- أن المنطقة شيدت فى القرن الرابع الميلادى وحتى القرن الحادى عشر مشيراً إلى أنها كانت تعيش أزهى عصورها التاريخية إلى أن تعرضت لأعمال السرقة والنهب عن طريق اللصوص، حيث كانت تسمى بالمدينة الرخامية لكثرة العناصر الرخامية الموجودة بها من أعمدة وتيجان وقواعد رخامية كانت تحيط بالكنيسة «البازيلكا»، والتى يوجد بها القبر الأصلى للقديس مارمينا العجايبى.