الكاتبة «إيزابيلا موريس»: التمييز العنصري لم ينتهي تماما في جنوب أفريقيا

كتب: أحمد الهواري الثلاثاء 13-07-2010 17:01

بهدوء في صوتها مستمد من هدوء ملامحها انطلقت الكاتبة الجنوب أفريقية «إيزابيلا موريس» في قراءة جزءا من أعمالها في مكتبة الجونة، لترسم بكلماتها أشخاص كتاباتها في عقول الحضور ممن شهدوا ختام برنامج شهر يونيو في «بيت الكاتب». بينما خيم علي القاعة صمت يتناسب مع صوت الكاتبة الرخيم لم يقطعه سوى التصفيق مع انتهاء قراءتها.

وتعد هذه هى المرة الأولي التي تشترك فيها «إيزابيلا موريس» في أحد بيوت الكتاب، ولكنها ليست المرة الأولي لها في مصر، وعن تجربة الجونة تقول الكاتبة أنها اكتسبت خبرة جيدة من خلال مقابلة كتاب آخرين من بلاد مختلفة والإقامة معهم ومشاركتهم الحياة لمدة شهر.

وأشارت إلى أنها في بداية الأمر لم تعتاد علي الهدوء الشديد في القرية لأنه لم يكن "موحيا" إليها ككاتبة علي عكس الأماكن الأخرى المزدحمة، ففي القاهرة علي سبيل المثال يمكنك أن تجد آلاف القصص يوميا أثناء مرورك في الشارع.

وأضافت مع مرور الوقت بدأت تعتاد هذا الهدوء والعمل فيه خاصة أنها كانت تمتلك مشروعا تعمل عليه بالفعل بدون تشتيت أو مقاطعات.

والمشروع الذي عملت عليه «إيزابيلا» في «بيت الكاتب» كان كتاب تدور أحداثه حول «ليليان تراشر» التي أسست دارا لرعاية الأيتام في أسيوط، وعن إعدادها للكتاب تقول "أنا لم أذهب إلي أسيوط حتى الآن، ولكني وضعت الكثير من الملاحظات وقمت بالكثير من الأبحاث، كما قرأت واستمعت الى الكثير من القصص التي تحكى عنها بواسطة من عاصروها".

لم تقرأ «إيزابيلا» الكثير من الأدب العربي معللة ذلك بأنه لا يوجد له سوق كبير في جنوب أفريقيا ولا يوجد منه الكثير من المترجم الى الإنجليزية في جنوب أفريقيا، ولذلك فاذا أرادت أن تقراه فعليها أن تشتريه بطلبية خاصة. إلا أنها قرأت الكثير من اللغة القصص القصيرة العربية المترجمة إلي الإنجليزية من خلال أحد المواقع المتخصصة علي الإنترنت. مشيرة إلي أنها دائما ما تتسائل عن النص الأصلي وكيف يبدو لأنه من وجهة نظرها فإنه عند ترجمة أي نص فهناك شيء ما ينقص، كما أنها ترى أن الإنجليزية الموجودة علي هذا الموقع غالبا ما تحتاج إلي تنقيح وتصحيح ولكنها تعتبر أن هذه "فاتورة مقبولة" لقراءة نصوصه عربية.

تتميز كتابات «إيزابيلا» بأنها بالغوص في قلب المجتمع وتفاصيله وعن مجتمع في جنوب أفريقيا تقول: "مجتمع متنوع لديه الكثير من الرؤى المختلفة، والمجتمع في جنوب أفريقيا ليس متعافي تماما ولديه العديد من المشاكل علي مستوى الحياة اليومية". مضيفة أن المجتمع في جنوب أفريقيا لم يتخلص نهائيا من التمميز العنصري علي الرغم من سقوط نظام التمييز العنصري منذ سنوات طويلة. مشيرة إلي أن الحكومة الحالية تعمل بجد علي إنهاء ما تبقى من هذا التميز مؤكدة أنه عندما يوجد تعاون بين الناس والحكومة علي إنهاء هذه الحالة فإن الحالات الباقية من التمييز سوف تنتهي.

وعن أوضاع المرأة في جنوب أفريقيا تقول الكاتبة أن وجود الرئيس الحالي، بزوجاته وصديقاته المتعددات، يؤثر بكل تأكيد علي هذه الأوضاع. مشيرة إلي أن المرأة بشكل عام تعرضت لتجاهل شديد في جنوب افريقيا لعقود طويلة وعانت من الكثير، وعندما يعزز كل هذا رئيس ينظر مثل تلك النظرة إلي المرأة فإن الوضع يصبح أكثر صعوبة. فهو يرفض القيام بمسؤولياته في صنع نموذجا لمجتمعه بشكل كامل.

ووصل الأمر إلي اتهامه باغتصاب امرأة وتمت تبرئته في المحاكمة. مؤكدة أنه لا يرفع من قدره في أعين المرأة في جنوب أفريقيا.

أنهت «إيزابيلا موريس» تجربتها التي استمرت شهرا في "بيت الكاتب" بالجونة مستمتعة بالهدوء لتعود إلي صخب المدن التي توحي إليها من خلال زحام الشخصيات بالكثير من القصص في إنتظار صدور مجموعتها القصصية "Powdered Stone" في القاهرة في الشهور القليلة المقبلة.