بروح الكاريبي المتقدة انطلقت الكاتبة الجامايكية «أوبال بالمر أديسا» بمصاحبة إيقاع الطبول في إلقاء بعضا من قصائدها، في مكتبة «الجونة» بعد أن قضت شهرا في "بيت الكاتب" ـ حيث كتبت هذه القصائد ـ بينما كان الجمهور يشاهد الرسومات التي استوحت منها الكاتبة أشعارها.
وتعد «أوبال»، المولودة في جامايكا، واحدة من الكتاب الشاملين، حيث تكتب القصة القصيرة والرواية والشعر والمسرح، وقامت بتدريس الأدب في جامعة كاليفورينا وستانفورد وسان فرانسيسكو وبريكلي. ونشر لها 12 كتاب في أنواع الأدب المختلفة، كما تكتب مقالات في بعض الجرائد.
وعن تجربة "بيت الكاتب" بالجونة بالنسبة إليها تقول «أوبال»، التي عاشت تجربة بيت الكاتب خمس مرات من قبل في الولايات المتحدة والبرازيل، أن التواجد في أي بيت للكتاب له ميزتان أساسيتان، الأولي هى تخصيص كل الوقت للكتابة وهو ما لا تستطيع أن تفعله في حياتها العادية نظرا لانقضاء وقتها بين أسرتها وأولادها الثلاثة ومهنتها في التدريس الجامعي وهو ما يجعلها تشعر غالبية الوقت بأنها "تسرق الوقت" من أجل الكتابة. أما الاستفادة الثانية فهي مقابلة كتاب آخرين، وهو ما تقول عنه "ولا يمكنني أن أخبرك ما هي قيمة هذا، فكل بيوت الكتاب التي زرتها من قبل كانت تحتوى علي الكثير من الكتاب الجيدين اللذين بقيت علي اتصال معهم" مضيفة أن ""الكتابة شيء حميمي ولذلك فان مقابلة كتاب آخرين ومشاركتهم نفس الحب للكلمة فإن هذا شيء جميل للغاية".
وعن المشروع الذي قامت بالعمل عليه في "بيت الكاتب" تقول «أوبال» أنه كتاب شعري مستوحى من رسومات الفنانة المصرية «شيماء كمال»، مشيرة إلي أن المشروع بدأ بالصدفة حيث قابلت «شيماء» للمرة الأولي عندما كانت في مصر للمرة الأولي عام 2006، حيث كانت تعمل علي مشروع يتعلق بالمرأة المصرية والفن ومن وقتها بقيتا علي اتصال.
وفي بداية هذا العام اشتركت «شيماء» في بيت للكتاب في جامعة بنسلفانيا وقابلت الفنانة المصرية وشاهدت رسوماتها مرة أخرى وقررتا أن ينشرا كتابا يجمع بين تلك اللوحات وأشعار «أوبال» التي تعبر عنها. مضيفة أن المذهل في الموضوع أنها انتهت بالفعل من كتابة الأشعار ووجدت ناشرا متحمسا قرر أن ينشر اللوحات والقصائد بالإنجليزية والعربية بعد ترجمتها.
وعلي الرغم من أن الزيارة الأولي التي قامت بها «أوبال» للقاهرة كانت في عام 2006 إلا أن علاقتها بمصر بدأت منذ صغرها، وهو ما تحكي عنه قائلة: "وأنا في جامايكا كان لدي عم رسام عاش معنا لفترة وكان يحب مصر جدا، وفي المساء كان يتحدث معي عن الذهاب إلي مصر قائلا «مصر هناك دائما من أجلنا.. مصر مكان متنوع مليء بالذكريات بالنسبة لنا نتيجة الأصول الأفريقية لسكان الكاريبي» ولهذا كنت أتطلع دائما إلى زيارة مصر طوال الوقت، وعندما فعلت ذلك أذهلتني القاهرة واكتشفت أن الواقع أكثر روعة من أي شيء قرأته في كتب التاريخ" مضيفة أن "التاريخ حي هنا".
قضت «أوبال» حوالي 20 عاما من عمرها في الولايات المتحدة بدأت بانتقالها إلي هناك للدراسة حيث لا يوجد في جامايكا إلا جامعة واحدة، وعن المعيشة هناك كموطنة مولودة في جامايكا تقول أن الأمور بالنسبة لها لم تكن صعبة نظرا لأنها "متخصصة" فلم تقابل بعنصرية. ولكن الأمور ليست بتلك السهولة بالنسبة لهؤلاء اللذين لم يحصلوا علي تعليم جيد، حيث يواجهون الكثير من التحديات التي تدفعهم للتجمع إلي جوار بعضهم البعض وإقامة تجمعات أكثر أمنا بالنسبة إليهم. ففي بروكلين علي سبيل المثال يتجمع الكثيرون من ذوي الأوصول الكاريبية مقيمين تجمعات خاصة بهم.
أنهت «أوبال» الشهر الذي قضته في «بيت الكاتب» بالجونة ولكن شغفها بمصر لم ينتهي، حيث وضعت الكثير من العناصر المصرية في الديوان الذي كتبته أثناء هذا الشهر والذي من المقرر أن يصدر قريبا في مصر مصحوبا بالترجمة.