أصدرت محكمة جنايات الجيزة اليوم الأربعاء حكمها بإعدام «محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي» المتهم بقتل «هبة العقاد» ابنة المطربة المغربية «ليلى غفران» وصديقتها «نادين خالد» بعد 52 يوما من بداية نظر القضية للمرة الثانية أمام دائرة جديدة بمحكمة جنايات الجيزة.
وبعد صدور الحكم ظل المتهم صامتا وهادئا، ولم ينطق سوى جملة واحدة: "حسبي الله ونعم الوكيل"، وصرخ والده بطريقة هيستيرية، وتساقطت دموع والدة وشقيقة الضحية نادين، ووالد الضحية هبة، صدر الحكم برئاسة المستشار «محمد عبد الرحيم إسماعيل»، وعضوية المستشارين «محمد جمال عوض»، و«صلاح محمد سيد».
امتلأت قاعة المحكمة بوسائل الإعلام المختلفة، والمصورين الذين حضروا لتغطية جلسة النطق بالحكم التي حددتها المحكمة بعد احالة اوراق القضية الى فضيلة المفتي لاستطلاع رأيه الشرعي في اعدام المتهم، وجاء رده بالموافقة للمرة الثانية، وحضرت اسرة الضحية نادين جلسة اليوم، وجلسوا في الصف الاول الى جوار والد الضحية «هبة»، فاحاطهم حرس المحكمة بعدما جلس والد المتهم ومحاميه في الجانب الأخر من القاعة.
واقتاد حرس المحكمة المتهم «عيساوي» إلى قفص الاتهام، والذي ظهر متوترا وقلقا، وعندما التفت وسائل الاعلام حول قفص الاتهام للتسجيل معه، رفض «أحمد جمعه» محاميه وطلب منه التزام الصمت وعدم التحدث الى وسائل الاعلام، بعدها وقف صامتا لفترة قصيرة وبدأ يتحدث الى والده وهو يردد له "انا خايف من الاعدام ومن لبس البدلة الحمراء" ليرد والده عليه: "ربنا هيظهر الحق واملنا في النقض.. وإن شاء الله تاخد براءة".
وجلس «عيساوي» على الأرض بعدما حصل على سيجارة من أحد مساعدي محاميه، وظل يدخن، وقال المتهم لـ«المصري اليوم» : "النهاردة يعتبر عيد ميلادي" ردا على سؤال بتعليقه على الحكم موضحا أن ايامه في الحياة قليلة وأنه بدأ حياة جديدة تنتهتي قريبا بالموت.
وقبل بداية الجلسة بدقائق وزع محامي المتهم مذكرة قال إنه ارسلها الى هيئة المحكمة على يد محضر يطلب فيها السماح له بالمرافعة من جديد، لأنه أجبر على المرافعة دون الاطلاع على محضر المعاينة التي قامت به هيئة المحكمة لمكان الحادث وأيضا أقوال شاهدا الإثبات «على عصام الدين» زوج الضحية هبة العقاد و«أدهم فتحي صديق» الضحية نادين، وأنه طلب رد هيئة المحكمة وان تتنحى عن نظر الدعوى، وقال مصدر قضائي معلقا على تلك المذكرة بانها وسيلة يتبعها المحامي لتكون أهم ركائزه في مذكرة الطعن أمام محكمة النقض، أملا في قبول طعنه وإعادة المحاكمة من جديد.
وفي الواحدة والربع اعتلت هيئة المحكمة المنصة، وقال رئيس المحكمة: "نسأل الله رب العرش أن يفهمنا فهم سليمان وأن يعلمنا علم داود وألا ننطق الا بالحق ولا نحكم الا بالعدل وأنه بعد الاطلاع على مواد قانون العقوبات وقانون الاجراءات الجنائية، حكمت المحكمة باجماع الاراء بالحكم على «محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي» المتهم بقتل الضحيتين «هبة» و«نادين» بالإعدام شنقا وتحريز سلاح الجريمة، وإحالة الدعاوى المدنية الى المحكمة المختصة.
وفور النطق بالحكم صرخ والد المتهم وهو يردد: "والله بريء"، بينما طلب المتهم من الحرس سرعة إخراجه من قفص الاتهام، وغادر سريعا الى الخارج، بصحبة رجال الشرطة، ولكنه نطق بجملة واحدة فور صدور الحكم: "حسبي الله ونعم الوكيل"، وظل بعدها صامتا.
وقال محامي المتهم إن القضية لم تنته بعد، وإنه سيطعن على الحكم أمام محكمة النقض فور ايداع حيثيات الحكم، وأنه كان يعمل طوال الفترة الماضية في القضية ويثق في براءة المتهم لكنه توقع صدور حكم باعدام المتهم للمرة الثانية، ولكنه يعد مذكرة للطعن عليه لاعادة محاكمة المتهم مرة ثالثة.
وقال «ابراهيم العقاد» والد الضحية «هبة» إن حق ابنته لم يضع، وإنه لا يوجد مجال للتشكيك مرة اخرى في إدانة المتهم خاصة بعد صدور حكمين باعدامه من قبل 6 قضاة.
وقالت المحكمة في حيثياتها إن المحكمة اعطت جميع الضمانات للمتهم رغم يقينها بانه مرتكب الواقعة، وأن مذكرة النقض أقرت حكم إعدامه لكنها حققت في القضية من بدايتها لكن جميع الأدلة والبراهين تركزت ضد المتهم وأثبتت أنه الجاني وأنه تواجد بالفعل يوم الحادث من الساعة الثانية ظهرا حتى الرابعة والنصف فجرا، وأنه اثبت للمحكمة بأنه مرتكب الواقعة أثناء المعاينة التي اجرتها المحكمة لمسرح الجريمة عندما بدأ في المراوغة والقول بانها تلك المرة الثالثة له التي ينتقل فيها للشقة، لينطق بجملة "البنت تخينة ـ يقصد نادين ـ دخلت تنام هنا، مشيرا الى غرفة بالشقة.. والبنت الرفيعة ـ يقصد هبة ـ دخلت تنام في غرفة مقابلة"، وأنه ثبت أيضا أن الستارة التي اختبأ خلفها تمنع الرؤية بالفعل لمن هو جالس بالصالة.. وأن المحكمة تشككت في كيفية صعود أحد الي شقة الضحايا من شرفة المنزل ولكنه تبين من المعاينة أنه يمكن لأي شخص الصعود إلى شقة المجني عليهما.