وختامـــــــًا؛ فقد أكدت نجاحات حركة تمرد، ومن قبلها نجاحات الشباب في ثورة 25 يناير، أن التغيير في الساحة السياسية المصرية لم يعد يحدث من جانب النخب كما هو معهود، وإنما بات التغيير يقوده الشباب والفعاليات الشعبية العامة، لاسيما مع بروز قوى سياسية جديدة، تعمل خارج النظام الحزبي، أكثر تواصلاً واحتكاكًا بالجماهير مقارنة بالأحزاب السياسية وفعاليات المعارضة التقليدية الأخرى، الأمر الذي إن دل على شئ فإنما يدل على ضعف النظام الحزبي المصري وتآكله، ومن ثم بات لازامًا إعادة النظر في الظاهرة الحزبية في مصر ووضع حلول لإعادة الثقة بينها وبين الجماهير، لاسيما في ظل تعويل البعض على دور المؤسسة التشريعية في الفترة القادمة في إرساء مبدأ الديمقراطية جرياً على أن الأحزاب السياسية هي المكون الرئيس للمؤسسة التشريعية.