أكد عدد من الخبراء السياسيين في مصر أن تصريحات الرئيس مبارك بشأن الإصلاح السياسي التي عرضها خلال خطابه بمناسبة عيد العمال، وخاصة فيما يتعلق بالتأكيد على إجراء انتخابات مقبلة نزيهة وحرة يكون الشعب فيها الحكم، وتشديده على أن من يرفعون الشعارات لن يحظوا بثقة الناخبين، أثارت الكثير من التساؤلات حول الرؤية المستقبلية للإصلاح السياسي في مصر، واحتمالية ترشح الرئيس لفترة رئاسية مقبلة.
من جانبه وصف الدكتور «عمرو هاشم ربيع» الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية الإستراتيجية، خطاب الرئيس بأنه خطاب " تسكيني" أكثر من كونه تعبوي أو أي شي أخر، قائلا إن مبارك أراد أن يؤكد إرجاء مسألة الإصلاح السياسي، وأنها لن تتم بفعل أي ضغوط سياسية داخلية أو خارجية وإنما وفقا لرغبته.
وأضاف «ربيع» أن الرئيس أراد الإشارة من خلال الخطاب إلي أنه صاحب المبادرة السياسية لأي إصلاح سياسي، خاصة أنه قال إن الإصلاح لابد أن يتم بخطوات متدرجة ومحسوبة، وأنه سيستكمل مسيرة الإصلاح السياسي التي ترسخ الديمقراطية.
وأشار إلي أن الرئيس أراد من قوله" على من يرفعون الشعارات أن يجيبوا تساؤلات البسطاء" أن يتهم قوى المعارضة السياسية بأنها غير قادرة في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وأنها يجب أن تصرف النظر عن الاهتمامات السياسيات، مؤكدا على أن الخطاب موجه للدكتور «البرادعي» وليس أحزاب المعارضة التي فقدت دورها منذ زمن.
وتابع" مضمون الخطاب ينم عن أن الرئيس باقي لفترة رئاسية مقبلة، وأن ما قاله بشأن عدم كسب من يرفعون الشعارات ثقة الناخبين مرتبط بأن النظام الحاكم جعل الشعب المصري سلبي وانهزامي بما لا يمكنه من المشاركة، وليس لأنه نظامه هو الأقدر بالثقة والفوز.
من ناحيته، قال الدكتور «جمال سلامة» رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة المنصورة، إن ما قاله مبارك "عموميات، وكلام عادي وبديهي لا يزيد عن ما يقوله دائما"، وأشار إلي أن الرئيس عندما تحدث عن خطوات الإصلاح التدريجية كان في ذهنه بدايات الإصلاح السياسي منذ عام 2005 بتعديله المادة 67 التي اختلف حولها الكثيرون، موضحا أنه ليس لدينا إصلاحيين حقيقيين في مصر حاليا يملكون رؤية للتغير وأن الأمر لا يزيد عن عموميات يتناقلها المعارضين والمثقفين.
وشدد «سلامة» على أن الرئيس مستمر لفترة رئاسية جديدة، مستشهدا بما قاله الرئيس قبل ذلك في أحد خطاباته أنه سيبقى طالما ما زال فيه قلبا ينبض، مع وجود بديل أخر من داخل الحزب الوطني في حالة الطوارئ.
واعتبر «سلامة» أن بقاء الرئيس لفترة مقبلة أحسن من تغيرات بتم رفضها من كافة الأوجه، فوجوده " حلا وسط" وإن كان يرفض عدم التغير، إلا أنه قال بقاء مبارك هو فن الممكن والمتاح والواقع وأن الجمود أحيانا يكون أفضل من التغير في فترة معنية خاصة وأن كافة الطرق مغلقة أمام أي شخص آخر حتى لو كان «البرادعي» فترشيحه مجرد سراب في ظل القوانين الحالية.