ولا شك أن الضغط على اللاعبين كان كبيراً خلال الأيام الأربعة السابقة للمباراة وكانوا يشعرون أن رؤوسهم تحت المقصلة خاصة أن حلمهم في التأهل تناقص بشدة أمام الجزائر بعد النتيجة المؤسفة التي أنتهت عليها المباراة بالتعادل السلبي والنقد الكبير الذي تعرضوا له بعد ذلك لكن اللاعبون كانوا على قدر المسؤولية وتحملوا هذا الضغط لأنه لا يوجد واحد منهم كان يتحمل أو يتقبل فكرة عار الخروج من دور المجموعات ، ومن ثمّ جاء الانتصار على سلوفينيا في الجولة الأخيرة بمثابة الإعانة وشريط البهجة للاعبين لمواصلة مشوارهم نحو اللقب.
ولعل من عوامل الضغط الكبير على اللاعبين أيضاً المجموعة التي وقعت فيها إنجلترا ففي ديسمبر الماضي وقت إجراء القرعة قال الجميع أنها مجموعة سهلة جداً وفرصة الإنجليز سهلة في التأهل للدور التالي ولكن بعد التعادل في أول مباراتين زاد الضغط على اللاعبين في هذا الدور أكثر من الأدوار المقبلة خاصة أن الفريق لم يودع الدور الأول لكأس العالم منذ مونديال 1958 بالسويد.
وقد نجح لاعبو إنجلترا أمام سلوفينيا في تجاوز اختبار الضغط ويجب أن يوظفوا ذلك حالياً لمصلحتهم لتجاوز الأدوار التالية خاصة معركة ملعب "فري ستيت" أمام المنتخب الألماني وكان يمكنك أن تلاحظ الثقة والحماس الكبيرين اللذين ظهراً على اللاعبين عقب مباراة سلوفينيا وحلا محل الخوف الذي كان مسيطراً عليهم وغمرت السعادة معسكر الفريق مجدداً حيث عادت الابتسامة للتدريبات وبدأ اللاعبون في المرح والضحك وأخذوا ثقة كبيرة ودفعة معنوية هائلة لمواصلة مشوارهم والنجاح في مهمة إضافة النجمة الثانية للقميص الإنجليزي.
- أذكر أنني مررت بنفس هذه الظروف مع الفريق في نهائيات مونديال 1998 حيث كان علينا الفوز على كولومبيا في الجولة الثالثة من الدور الأول للتأهل لدور الـ16 بعد أن خسرنا الجولة الثانية أمام رومانيا ولكننا كنا قد تفوقنا على تونس في الجولة الأولى وهو ما لم يحققه الجيل الحالي ولذا كان الضغط عليهم أكبر وعندما مررنا من عقبة كولومبيا تغير الوضع وتطلعنا للقب البطولة بعد أن عبرنا اختبار الضغط وحسمنا تاهلنا.
- الإيطالي فابيو كابيللو مدرب الفريق أثبت خبرته وحنكته الكبيرة في مباراة سلوفينيا خاصة بعد أن خالف توقعات الجميع ودفع بجيمس ملينر على الجبهة اليمنى وهو الذي صنع فارقاً كبيراً وكان مصدر الخطورة الأول للفريق كما دفع بالمهاجم المتميز جيرماين ديفوى على حساب إميل هيسكي ونجح الفتى باقتدار وأحرز هدف الفوز كما نال لقب رجل المباراة باختصار قراءة كابيللو الجيدة للمباراة وتغييراته الثلاثة على التشكيلة حققت فوزاً غالياً للإنجليز.
- الحماس والأمل يسيطران على معسكر المنتخب في جنوب إفريقيا قبل مواجهة المانيا واللاعبون يؤدون التدريبات بقوة واستماته ولديهم اصرار كبير على تجاوز عقبة المنتخب الألماني والمضي قدماً في البطولة ولدىّ ثقة كبيرة في قدرة الفريق على الفوز على الألمان والذي سيفتح أمامنا الطريق بقوة نحو الوصول للمباراة النهائية.
- أخيراً أمنيتي الوحيدة حالياً أن يحرز مهاجم المنتخب وفريق مانشستر يونايتيد واين روني هدفه الأول في البطولة لكى يستعيد ثقته في نفسه ويقود المنتخب نحو المجد لأن "الأسود الثلاثة" في حاجة ماسة لأهداف روني للذهاب بعيداً في هذه البطولة ، لأن روني هدّاف حقيقي بالفطرة وبذل جهداً كبيراً أمام سلوفينيا ولكن الكرة عاندته كثيراً ولقد أثنى كابيللو وزملائه على أدائه خلال المباراة حتى لحظة تغييره بجو كول لكن الأهداف هي الطريقة الأسهل والأفضل لاستعادة ثقته في نفسه.
نقلاً عن صحيفة "تليجراف" البريطانية