أكد الجنرال «ديفيد بترايوس» قائد القوات الأمريكية والدولية الجديد في أفغانستان، إنه يدعم الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» للبدء بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان في يوليو عام 2011، وذلك بعد أقل من يومين على تعيينه في منصبه خلفا للجنرال «ستانلي ماكريستال» الذي أقيل لانتقاده سياسة الإدارة الأمريكية في أفغانستان وتهكمه على كبار المسئولين فيها.
وحدد بترايوس ملامح الإستراتيجية الجديدة التي ستتبعها أمريكا في أفغانستان خلال شهادته أمام الكونجرس والتي تتمثل في منع المتطرفين من تشكيل قاعدة لشن هجمات إرهابية على العديد من الدول، وأكد أن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة يجب أن ترتكز على محافظة قندهار الأفغانية بوصفها مركز انطلاق للعديد من هجمات طالبان، ويرى بترايوس أن أهم محاور تلك الإستراتيجية يتمثل في نقاط أهمية فرض الأمان والاستقرار هو الإسراع بنقل المهام الأمنية من أيدي القوات الدولية إلى نظيرتها المحلية، مؤكداً أن أهم التحديات تتمثل في توفير الأمن ومكافحة الفساد في حكومة الرئيس الأفغاني «حامد كرزاي» وقدرة كابول على توفير خدمات البنية التحتية للمواطنين.
وفيما أكدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، أن بترايوس الذي تصفه الدوائر العسكرية في واشنطن بأنه الأب الروحي لإستراتجية مكافحة التمرد، يواجه 3 تحديدات لكسب معركة العقول والقلوب في أفغانستان، وهي إعطاء دفعة للإستراتيجية الأمريكية التي تقوم على حماية المدنيين ومكافحة الفساد ونشر التنمية بالتزامن مع الأعمال العسكرية.
ويأتي دعم بترايوس للموعد الذي حدده أوباما لبدء سحب القوات الأمريكية رغم أن هذا الموعد يشكل نقطة خلافية بين أوباما والعديد من النواب الجمهوريين المنتقدين له في الكونجرس، وعبر بترايوس عن احترامه وتقديره لأعمال سلفه الجنرال ماكريستال، مشيراً إلى أن الظروف المحيطة بالتغيير في القيادة "حزينة"، اعتبرت وسائل إعلام أمريكية تنحية ماكريستال من مهامه، يخفي وراءه عمق أزمة الحرب الأمريكية في أفغانستان.
وفي هذا السياق شدد أوباما على أن الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان لن تتغير، فيما نفى وزير الدفاع الأمريكي «روبرت جيتس» أن تكون الولايات المتحدة قد فشلت في إحراز تقدم في أفغانستان وقال إن القوات التي يقودها حلف شمال الأطلنطي "الناتو" حقق بعض التقدم.