اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أن مصر كانت أكثر الدول تأثرا، بشكل سلبي، بسبب حادثة قافلة الحرية والتي هاجمت فيها إسرائيل قافلة إغاثة تركية لغزة وقتلت عددا من أعضائها، معتبرة أن التدخل الإقليمي والدولي في شؤون غزة لم يكن ليتم إذا كانت هناك قيادة مصرية أقوى تحذر العرب من تبعات هذا التدخل.
وقال المعهد في تقرير له إن الحادثة فضحت مشاركة القاهرة في الحصار على غزة، مضيفا أن القاهرة كانت تحرص باستمرار على أن تبقي مشاركتها لإسرائيل في فرض الحصار أمرا سريا إلا أنها لم تستطع ذلك.
ويضيف المعهد أن حديث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان حول احتمال قيامه بالوساطة بين فتح وحماس يعد استمرار لتقويض الدور المصري في القضية الفلسطينية، خاصة في ظل حقيقة أن أردوجان وسيط سني، وليس كإيران التي ترى القاهرة أنها ترغب في تحدي نفوذها في القضية الفلسطينية.
ويرى المعهد أن مصر تنجرف عن القيام بدور فعال في مشكلة غزة، مضيفا أن مصر مشغولة بظروفها السياسية الداخلية، وأن القاهرة حاولت على مدى 3 سنوات أن تبرم اتفاقا للمصالحة بين حماس وفتح إلا أنها فشلت في ذلك، مشيرا إلى أن محاولة "الصلح التركي" ستتم بشروط مختلفة تماما عن شروط الرباعية ومصر.
ويشير المعهد إلى أن نفوذ مصر تراجع عبر سنوات في غزة، فبعد أن كانت تحكم القطاع إداريا أصبحت بلا نفوذ به تقريبا، مشيرا إلى أنه كان من المحرج للقاهرة أن تحاول التنافس مع النفوذ التركي في المنطقة من خلال دفع عمرو موسى الأمين العامة لجامعة الدول العربية إلى زيارة القطاع في نفس توقيت التحركات التركية.
واعتبر المعهد أنه ليس من مصلحة مصر إنهاء الحصار على غزة بشكل كامل، لأن القاهرة تتذكر اجتياح حدودها من قبل آلاف الفلسطينيين في بدايات عام 2008، خاصة بعد محاولة العديد منهم الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين في مصر؛ لذا فإن مصر تنتظر نتائج قوافل رفع الحصار عن غزة لعلها تسفر عن نتيجة ترفع الحرج عنها في مسألة حصار غزة، مضيفا ان قيادة مصرية أكثر قوة وثقة في النفس قد تسمح للعرب بوقف التدخل الخارجي والتركي في شؤون غزة.