قال الفنان عبدالفتاح الجريني، إنه وافق على تقديم برنامج «Coke Studio» لأن فكرة البرنامج لم تبتعد عن الموسيقى والغناء، مشيرًا إلى أنه تلقى عددًا من العروض لتقديم برامج من قبل، إلا أنه كان يرفض لرغبته في خوض التجربة بفكرة مختلفة، واشار «الجريني» إلى أنه استفاد كثيرًا من برنامجه، خاصة في تعامله مع الفنانين الأجانب الذين استضافهم، وشاهد أسلوب عملهم وطريقة تفكيرهم، كما تحدث أيضًا عن خطته الفترة المقبلة وتعاونه مع الفنان التركي مصطفى صندل من خلال لحن أو أكثر.
■ لماذا وافقت على فكرة تقديم برنامج «كوك استديو» رغم رفضك لأكثر من عرض قبل ذلك؟
- لأنني شعرت باختلاف الفكرة، خاصة أنها لم تبتعد عن الموسيقى والاستديوهات، كما أنني اعتبرت استضافتي لفنانين أحبهم داخل وخارج الوطن العربي فرصة جيدة، لذا كان من الضروري انتهاز هذه الفرصة.
■ هل تعود موافقتك على تقديم البرنامج إلى ركود الحفلات واستمرار أزمة قرصنة الألبومات؟
- هذه ليست المرة الأولى التي أتلقى فيها عرضًا لتقديم برنامج، فقد سبق وتلقيت أكثر من عرض محطة «MBC»، ويكفي أن أقول لك أن كل البرامج الناجحة التي تعرض حاليًا على «MBC» أو التي عرضت خلال الفترة الماضية سبق اعتذرت عنها، وموافقتي على هذا البرنامج تعود لاختلافه كما ذكرت.
■ من رشح اسمك لتقديم هذا البرنامج في ظل اشتراك أكثر من جهة عالمية في إنتاج البرنامج؟
- الجهات المنتجة الثلاث فتحوا المفاوضات معي بشكل مباشر في التوقيت نفسه.
■ هل شعرت بالقلق قبل إبداء موافقتك؟
- بالطبع، وذكرت ذلك للقائمون على البرنامج، بل وأكدت لهم أنني لن أكون مقدم برنامج بالمعنى المعروف، وأنني سأقدم البرنامج بشكل عفوي وطبيعي.
■ هل تدخلت في كتابة محاور الأسئلة؟
- في الحقيقة تدخلت أكثر من مرة لحذف عددًا من الأسئلة وليس لوضع أسئلة، لأنني وبحكم علاقتي مع بعض الفنانين الذين قمت باستضافتهم أعرف أن هناك أسئلة ستشعرهم بالحرج أو ستجعلهم يشعرون بالضيق، وكان من الطبيعي حذفها.
■ هل استفدت من البرنامج موسيقيًا؟
- استفدت كثيرًا جدًا، إضافة إلى حصولي على خبرة كبيرة من تعاملي مع الفنانين، خاصة الأجانب الذين اقتربت منهم وشاهدت أسلوب عملهم، وكيف يضعون خططهم الفنية، ويطبقونها دون تغيير مهما حدث، أما بالنسبة للفنانين العرب فيكفيني أنني تعاملت مع نجوم أحبهم وأستمع إليهم منذ أكثر من 15 عامًا، كما أنني اكتسبت صداقات جديدة من تعاملي مع هؤلاء الفنانين لفترات طويلة، وأعتقد أن موافقتي على تقديم هذا البرنامج تحديدًا كانت في محلها.
■ ألم تشعر بالضيق لكون البرنامج يحمل اسم شركة تجارية وليس اسمًا خاصًا به؟
- البرنامج اسمه «Coke Studio» وهو يعني «استديو الطبخ»، وأعتقد أن اختيار الاسم كان ذكيًا جدًا لاقترابه وتشابهه مع اسم شركة المياه الغازية المشاركة في إنتاج البرنامج، خاصة أن اسم «ستديو الطبخ» حقيقة وواقع، لأننا نطبخ نوعية صعبة جدًا من الموسيقى، ونمزج بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية، من خلال مطرب عربي وفنان أجنبي، بل هناك بعض الأغنيات كان من المستحيل المزج بينها إلا أننا نفذنا ذلك، مثل أغنية «نيللي» وشيرين، فلكل واحد منهما منطقته وأسلوبه الموسيقي، إلا أننا استخدمنا لحن «نيللي» ووضعنا عليه كلمات عربية قامت شيرين بغنائها بأسلوب شرقي، وهناك أيضًا تجربة «كايرو كي» و«آيو»، التي قمنا خلالها بمزج أغنية «إثبت مكانك» لـ«كايرو كي» مع أغنية «City On Fire» ووصلنا إلى محتوى مختلف تمامًا، وأتذكر أيضًا أن حلقة الفنان كاظم الساهر كانت أكثر من رائعة.
■ ما رأيك في برنامجي «Arab Idol» و«X Factor» اللذان يعرضا حاليًا؟
- أولًا أنا خريج برامج الهواة، لكن المشكلة أن كل برامج اكتشاف المواهب متشابهة جدًا، وعلى الشخص الذي يقرر الاشتراك في مثل هذه البرامج أن يحدد أهدافه من البداية، لأن البعض يتعامل معها باعتبارها هدفًا، وليس وسيلة للانتشار لاكتساب قاعدة جماهيرية ليبدأ طريق الفن الحقيقي، لأن هناك فرقًا بين بناء قاعدة جماهيرية والاكتفاء بالظهور في برنامج، لأن الشغل الحقيقي لأي متسابق يبدأ بعد البرنامج، وهذا ما حدث معي، وأتذكر أن كل من حققوا نجاحات في البرنامج الذي اشتركت فيه لم يكملوا مشوارهم باستثناء متسابق واحد، لكن يظل النجاح نصيب في النهاية.
■ هل هناك تشابه بين البرنامجين؟
- التركيبة واحدة تقريبًا، لأن «سايمون» مبتكر فكرة برنامج «Arab Idol» ومالك حقوق الملكية له، وأصبح مسؤولًا عن برنامج «Arab Idol» أيضًا منذ عامين، وقرر أن يكون الحكام في البرنامجين من نجوم الغناء بهدف توسيع القاعدة الجماهيرية للبرنامجين، وهو ما تحقق بالفعل.
■ وكيف تقيم آداء الفنانون الذين يقدمون البرنامجين؟
- لا يجوز أن أقول رأيي في هؤلاء النجوم، لأنني أقوم بتقديم برنامج أيضًا.
■ هل تهرب من الإجابة؟
- أبدًا، لكن لا يجوز فعلًا أن أبدي رأيي في نجوم أنا واحدًا من محبيهم منذ سنوات طويلة، ولكل منهم تاريخ يمتد إلى 15 عامًا على الأقل بينما لم أكمل عامي الرابع في مشواري الفني بعد، ومن الأفضل أن أترك الحكم للجمهور لأنني لو ذكرت رأيي سيكون شيئًا غير مألوفًا، خاصة أن معظمهم أصدقائي.
■ وما تقيمك لآداء الموزع حسن الشافعي باعتبار أنه الوحيد الذي لا يغني؟
- أحترم حسن الشافعي جدًا وأحترم توزيعاته الموسيقية، خاصة أنه أول موزع أدخل الاستديو الخاص به في القاهرة، وهو صاحب شخصية فنية، ويتعامل في البرنامج بكل تلقائية، وقد يفهم البعض تصريحاته للمتسابقين بشكل غير صحيح لأنه جاد جدًا في عمله.
■ هل تابعت الألبومات التي تم طرحها خلال الفترة الماضية؟
- للأسف تصوير البرنامج شغلني كثيرًا عن متابعة الألبومات خلال الفترة الماضية، لكنني سمعت بعض الأصداء الجيدة عن ألبومات تم طرحها مؤخرًا.
■ ومتى تطرح ألبومك الجديد؟
- كان من المفترض أن يتم طرحه منذ فترة، إلا أن تصوير البرنامج شغلني كما ذكرت منذ قليل، حتى أن الشركة اقترحت طرح ميني ألبوم، إلا أننا قررنا في النهاية طرح ألبومًا كاملًا، خاصة أنني انتهيت تقريبًا من اختيار الأغنيات، ويتبقى لي العمل على بعض التفاصيل حتى يظهر الألبوم بمحتوى مختلف.
■ وما تقييمك للكلمات والألحان والموسيقى خلال الفترة الماضية؟
- الجمهور يشعر بالملل من تكرار الإفيهات والكلمات في كل الأغنيات، خاصة أننا نتعامل بمنطق إذا نجح إفيه معين في أغنية يجب أن يستخدمه الجميع، رغم أنه من المفترض أن نختلف في ما نقدمه لأننا نغني لجيل مختلف، هل يعقل مثلًا أننا نستخدم أصوات موسيقية توقف العهالم كله عن استخدامها منذ 6 سنوات تقريبًا؟، وهل يعقل أن نعاني في عام 2012 من بعض المشاكل في الهندسة الصوتية ونجحد في ألبوم واحد أو «CD» واحد «أغنية عالية جدًا وأغنية واطية جدًا»، للأسف أنا أتذكر جيدًا عندما كنت أحضر حفل «MTV» في «بلفاست» فوجئت بأن الصوت على المسرح أفضل من الصوت الذي أسمعه في الـ«CD»، وهذا دليل إن هناك أخطاء لدينا في هندسة الصوت بشكل عام يجب دراستها، ويجب على المطرب أن يحترم الجمهور حتى يجد نفس الاحترام.
■ لماذا لم تتعاون مع فنانين أجانب كما ذكرت من قبل؟
- هناك اتفاقيات كثيرة خلال الفترة المقبلة، منهم المطرب التركي العالمي مصطفى صندل، الذي كان ضيفًا لي في البرنامج، واتفقت معه على الغناء من ألحانه ولذلك سأسافر إلى تركيا خلال الفترة المقبلة، لكن قد تكون اهتماماتي مختلفة أفأنا لا أبحث عن مطرب أجنبي أشاركه الغناء، بل أبحث عن اللحن الغربي أولًا ثم أبحث عن المطرب، لأن العمل في هذه الحالة سيكون أقوى.
■ ما تقييمك لتجارب تامر حسني الغنائية مع مطربين أجانب؟
- أعتبرها تجارب ناجحة جدًا ونحتاجها كثيرًا حتى نقول للعالم أجمع أننا موجودون على الساحة الموسيقية، وأن هناك مبدعين، خاصة أن هناك شعوب غربية لا تعرف عن الموسيقى الشرقية سوى آلة «العود».
■ وهل نجح المطربون العرب في إثبات تواجدهم عالميًا؟
- بالطبع، هناك عددًا كبيرًا من المطربين العرب نجحوا عالميًا مثل عمرو دياب الحاصل على عدة جوائز من «Music Awards»، وعندما تشاهد الحفل الذي غنى خلال أغنية «حبيبي ولا على باله» في موناكو، سيظهر مدى تجاوب الجمهور مع الأغنية رغم شرقيتها، وهناك أيضًا سميرة سعيد، ولطيفة، لكن يظل الديو بين الشاب مامي وستينج هو الأنجح بين فنان عربي وفنان أجنبي، وهي أغنية «Desert Rose»، التي كانت تذاع في المحطات الإذاعية في أمريكا وأوروبا والدول العربية في الوقت نفسه، نظرًا لنجاحها الكبير، وهذا ما سأحاول الوصول إليه الفترة المقبلة.