أكد رجل الأعمال «نجيب ساويرس» أن ما يحدث في مصر ليس مريحاً، ووصف الأوضاع الحالية بـ"المقلقة" و"الخطيرة"، وقال في برنامج «مانشيت» على قناة «أون تى فى» مساء أمس، مع الإعلامي «جابر القرموطي»، إن الحراك السياسي قد يكون أفضل من الحراك في المجالات الأخرى، وأبدى سعادته بوجود تغيرات مهمة في أحزاب المعارضة التي تحاول أن تكون لديها مصداقية، ووصف ساويرس «الوفد» بأنه حزب محترم وله باع كبير في المجال السياسي، وقال، "يكفى أن تكون انتخاباته أول تجربة ديمقراطية"، وأكد ثقته في أن الدكتور «السيد البدوي» سيجعل الحزب يحتل المرتبة الثانية في البلاد.
ورداً على سؤال حول من يحتل المرتبة الأولى، قال ساويرس، "عندنا حزب أول قوي سواء شئنا أم أبينا، والحقيقة لا أعرف بالأغلبية ولا بإيه؟"
وبشأن ما تردد عن انضمام الشاعر «أحمد فؤاد نجم»، أمس الأربعاء ، للوفد، قال ساويرس، "إنه خبر مهم وقوى لأننى بحب نجم جداً، وهو ما ارتحش فى حياته، لأنه اتبهدل جداً فى كل عصر، وتابع مازحاً، "نجم لا يرتاح غير فى الزنزانة وانضمامه لحزب الوفد ضربة قوية، وتتضمن دلالة كبيرة على أن الوفد حزب مفتوح للجميع".
ورداً على سؤال حول زيارة «السيد البدوي» للبابا شنودة، قال، "الوفد يثبت دائماً أنه حزب الوحدة الوطنية، لأن الأقباط وجدوا فيه الأمان، وتقلدوا مناصب كبيرة منذ 1919، وحتى نهاية الأربعينيات"، معتبراً زيارة «البدوي» مهمة لإعادة الثقة مرة ثانية للأقباط، لأن "تحالف الوفد والإخوان «1986» جعل الأقباط يفقدون ثقتهم فيه ويبعدون عنه".
وعن رأيه في الإخوان المسلمين، قال، هم الآن قوة موجودة على الساحة السياسية، لكن المشكلة في منهجهم وفكرهم، فمن الذي أعطاهم سلطة الاختيار واستبعاد الأقباط والمرأة من منصب الرئاسة، فتلك فكرة تقتل المواطنة من جذورها، ويكفى أنهم يرفعون شعار «الإسلام هو الحل» في دولة بها مسلمون ومسيحيون، فهو شعار لا يجمع بل يفرق.
واعتبر ساويرس أن الدكتور «عبدالمنعم أبوالفتوح» القيادي البارز في الجماعة، ممثلاً للجناح المستنير في «الإخوان»، وأشار إلى أن تركيا أفضل نموذج لدولة إسلامية علمانية لأنها طبقت الديمقراطية بشكل فعلي، وأعطت الناس حقهم في الاختيار، ووصل نظامهم للحكم من خلال ديمقراطية حقيقية وليس من خلال التزوير أو الضرب في الشعب.
وأبدى ساويرس تخوفاً من وصول الإخوان إلى الحكم، وقال، "لو حدث ذلك يبقى "باي باي يا ديمقراطية"، وسيتكرر نفس سيناريو النموذج الإيراني، فهذا النظام لم يصل بالديمقراطية كما يزعمون لكن بالثورة الشعبية، وشأنهم مثل حركة حماس التى ألغت الوحدة والائتلاف بينها وفتح بـ«جرة قلم».
وأشار ساويرس إلى أن الانقسام الفلسطيني لن يؤدى سوى إلى ضعف القضية وضياع المجهود الضخم الذي بذلته مصر، وتابع، إحنا اتهرينا في موضوع فلسطين وفقاً للمثل الشعبي "ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه"، وأتذكر هنا حادث مقتل الضابط المصري على الحدود على يد الفلسطينيين، ورغم أنى لست سياسياً، لكنى تساءلت، كيف لمصري أن يموت برصاصة فلسطينية، بعد كل ما فعلته مصر لفلسطين، والرصاصة عندما تأتي من عدو أهون بكثير من الصديق لأنها وقتها تكون «غدراً».
وأكد ساويرس أنه قد يستثمر في غزة، وتابع، "هاتلى رخصة إنى مش بطبع مع إسرائيل، وإنى بساعد أهل غزة وأنا هروح أستثمر فوراً".
وأضاف، حاولت وبعض رجال أعمال، قبل أسبوعين، من خلال اجتماع عن القدس ضمن نشاط مؤسسة ياسر عرفات في الجامعة العربية، وبحضور «عمرو موسى» أمين الجامعة، بحث إمكانية مساعدة الفلسطينيين بطريقة جديدة وجادة تتضمن شراء بعض الأراضي المقدسة التي يشتريها اليهود والحفاظ على هويتها وقدسيتها، إلا أننا وجدنا جبهة معارضة ترفض قيامنا بهذا، مبررة ذلك بأنه تطبيع، وتابع، " للأسف كانت الجبهة الرافضة فلسطينية، رغم أني عرضت شراء مقدسات إسلامية أولاً حتى لا يقول البعض إني أنقذ مقدسات المسيحيين فقط".
وعن موقفه من الدكتور «محمد البرادعي»، قال ساويرس، "البرادعي رجل محترم وله تاريخ مشرف ورفع اسم مصر عالياً، وعمره ما قال إنه هيترشح للرئاسة، هو قال كلام كويس عن التعديلات والشفافية اللي إحنا محتاجينها، وماكنش أول واحد يتكلم عن ده، لكن شوية المطبلاتية والأرزقية المحيطين به هم من قاموا بالشو الإعلامي عشان عايزين يستفيدوا منه".
وأكد ساويرس أن استثماراته في كل البلدان بخير عدا الجزائر، وقال إن لقاء الرئيس مبارك والرئيس الجزائري قبل أيام فى فرنسا، منحنا بادرة أمل في حل الأزمة قريباً.
وعن استثماره الإعلامي، قال ستظل «أون تى فى» قناة إخبارية سياسية، وأرى أن القناة قدمت المطلوب منها حتى الآن، وأتطلع إلى الأفضل، وبالنسبة لـ«أو تى فى» سنحاول إعادتها إلى رسالتها الحقيقية التي تأسست من أجلها خلال 2007 كقناة شبابية في مجالات متعددة، في ظل توقعات بأن تحقق ربحاً مالياً معقولاً لا يؤثر بأي صورة على الرسالة التنويرية التي نستهدفها.