قالت مصادر قضائية بنيابة أمن الدولة العليا، إن المتهمين بتشكيل تنظيم إرهابى، اعترفوا خلال التحقيقات، بانتمائهم إلى جماعات الجهاد الإسلامية، وإيمانهم بأفكارها، فيما أنكروا التخطيط لأعمال انتحارية أو تفجيرية داخل أو أمام مؤسسات حكومية، كما جاء فى تحريات جهاز الأمن الوطنى.
وواجهت النيابة المتهمين فرادى بالتحريات التى تشير إلى أنهم كانوا يستهدفون محطات مترو الأنفاق وعددا من السفارات فى الإسكندرية والقاهرة، وردوا بأن اتهامات جهاز الأمن الوطنى، «كلام كذب»، واستمرار لنهج أمن الدولة، حسب قولهم.
وكشف المتهمون مفاجأة فى التحقيقات، حيث أكدوا أن المظاهرات التى خرجت قبل أيام، لمحاصرة الجهاز بمدينة نصر، كانت بسبب القبض عليهم.
وقررت النيابة بعد تحقيقات، استمرت قرابة الـ13 ساعة، حبس 2 من المتهمين، بتهمة حيازة مواد تستخدم فى تصنيع المتفجرات، والانتماء إلى تشكيل إرهابى، وقررت إخلاء سبيل المتهم عمرو العقيد، مع وضعه تحت الإقامة الجبرية، لعدم وجود أدلة مادية على تورطه فى الانضمام للتنظيم.
وبدأت نيابة أمن الدولة، السبت، التحقيق مع المتهمين الثلاثة الذين تم القبض عليهم بالقاهرة والإسكندرية، وتولى المستشار أحمد دبوس، رئيس نيابة أمن الدولة العليا التحقيق مع المتهمين بحضور محاميهم ممدوح إسماعيل.
وتبين أن والد المتهم عمرو العقيد، يعمل أستاذا جامعيا بجامعة عين شمس، وأنه حاصل على بكالوريوس هندسة، وسبق القبض عليه بعد الثورة، وأخلى سبيله فى قضية تتعلق بالدعوة لإنشاء فرع لتنظيم القاعدة فى مصر، كما أنه سافر إلى تركيا فى نهاية 2011، فى محاولة للانتقال إلى سوريا، والانضمام إلى الجيش السورى الحر، إلا أن السلطات التركية، ألقت القبض عليه وقررت ترحيله إلى مصر وأخلى سبيله أيضا.
وأضافت التحقيقات أن المتهم كرر نفس التجربة عن طريق لبنان، إلا أنه ألقى القبض عليه أيضا، وتم ترحيله إلى مصر فى مايو الماضى، وكان على اتصال باثنين من المتهمين، فى خلية مدينة نصر، لصداقة بأحدهم، وورد اسمه فى تحريات تلك القضية، التى يخضع المتهمون فيها للمحاكمة الآن، إلا أنه تم استبعاده، لعدم كفاية الأدلة.
وأوضحت التحقيقات أن المتهمين الآخرين سافرا عن طريق البحر إلى دولتى أفغانستان وباكستان فى محاولة للانضمام إلى تنظيم القاعدة، إلا أنه لظروف أسرية خاصة بهما، عادا على أمل الانضمام إلى فرع التنظيم الذى كان مزمعا إنشاؤه فى مصر.
سألت النيابة المتهم الأول، عن علاقته بالمتهمين فى خلية مدينة نصر، فأجاب أنه سبق أن التقى مصادفة مع أحد المتهمين، ولم يتقابل معه مرة ثانية ولا يعرف عنهم شيئاً سوى ما تتناقله عنهم وسائل الإعلام.
وأضاف رداً على سؤال عن سبب اتصاله بمجهولين خارج مصر ينتمون إلى تنظيم القاعدة، أنه لا يعرف أى شخص فى التنظيم، وقدمت النيابة صورا ضوئية من محادثات عبر الإنترنت جرت بينهم، وبين شخص فى باكستان، لكنه نفى معرفته بها.
وواجهت النيابة المتهم بتحريات، تفيد أنه كان يدعو لإنشاء فرع لتنظيم القاعدة فى مصر، فرد المتهم: «هذا الكلام كاذب وغير منطقى وسطره ضابط بأمن الدولة، لم يجد له عملا فى الجهاز، فقرر أن يتسلى بكتابة تلك التحريات».
وقال المتهمان الآخران فى التحقيقات إنهما لا ينتميان إلى تنظيم القاعدة، وألقى القبض عليهما من داخل منزليهما فى الإسكندرية، وتعرضا للإكراه والتعذيب النفسى، لانتزع اعترافات منهما بأنهما ينتميان إلى التنظيم ويخططان لارتكاب أعمال تفجيرية فى البلاد.