فاروق جعفر يكتب: قراءة فنية لمباراتى المجموعة السابعة

كتب: اخبار الأربعاء 16-06-2010 16:54


منتخب البرازيل سيتفاعل مع البطولة وسيتحسن أداؤه فى المباريات المقبلة بشرط ‏أن يحترم دونجا المدير الفنى كوت ديفوار والبرتغال اللذين قدما عرضاً قوياً فى ‏لقائهما الذى انتهى بالتعادل السلبى، لكننى سأركز فى تحليلى على أداء منتخب ‏البرازيل باعتباره أحد المرشحين للقب وإن كان البطل فى هذه البطولة مازال ‏غامضاً بعد الأداء الباهت الذى ظهر به معظم المنتخبات وأكبر الخبراء لا ‏يستطيع أن يحدد من سيكون البطل كما لا أستطيع أن أحدد من سيصل للمربع ‏الذهبى فى ظل هذا الأداء المتباين.‏

منتخب البرازيل فاز على كوريا الشمالية 2/1 أو نستطيع القول بأن السامبا ‏هزمت منتخب «البلاى ستيشن» وقدم فريق دونجا كرة قدم جديدة، واعتمد فى ‏أدائه الهجومى طوال المباراة على «مايكون» الظهير الأيمن المحترف بنادى إنتر ‏ميلان الإيطالى فكان هذا اللاعب هو محور أداء الفريق وحلقة الوصل بين ‏خطى الوسط والهجوم.. ولأول مرة نجد فريقاً يعتمد فى أدائه التكتيكى على ‏‏«ظهير أيمن» وهى طريقة جديدة فى الكرة، لكن الفضل فيها يرجع لفريق إنتر ‏ميلان الإيطالى الذى غير مفاهيم الكرة فى العالم.. حيث حول المدرب مورينيو ‏كرة القدم إلى ما يشبه كرة اليد فى الأداء التكتيكى، من حيث الانتشار فى الملعب ‏والطريقة الدفاعية وغلق مفاتيح اللعب أمام المنافس وكيفية إيجاد حلول جماعية ‏لاختراق دفاعات المنافس.. كل هذا فعله أبناء السامبا أمام كوريا الشمالية عن ‏طريق «مايكون» الذى كان يجوب الملعب طولاً وعرضاً، وساعد على ذلك ‏السرعة التى يتسم بها الفريق، ولم يعتمد دونجا المدير الفنى بشكل كبير على ‏نجومه الثلاثة «روبينهو وكاكا وفابيانو» وإنما على «مايكون» الذى كان مفاجأة ‏السامبا أمام الفريق الكورى، والذى فشل لاعبوه فى إيقاف خطورته طوال ‏المباراة.‏

أهم ما يميز منتخب البرازيل هو أنه أدى المباراة وفقاً لإمكانيات المنافس، فالسامبا ‏يعلم تماماً أنه يلعب فى الدور الأول أمام منتخبات فقيرة فنياً لذا سيحقق الفوز ‏بصعوبة مثلما حدث أمام كوريا الشمالية كما سيواجه هجوماً ضارياً من كوت ‏ديفوار فى المباراة المقبلة وإذا لم يفطن «راقصو السامبا» لقوة الإيفواريين فإن ‏المفاجأة قد تحدث فى المواجهة المقبلة فكرة القدم لا تعترف سوى بالعطاء فى ‏الملعب والأداء التكتيكى الجيد والانتشار وإذا حاول دونجا تغيير الخطة أو التشكيل ‏سيكون الرد قوياً وعنيفاً وصادماً بالنسبة له.. ومن وجهة نظرى أرى أن قدرات ‏اللاعبين أكبر من قدرات دونجا فهو كان لاعباً مميزاً لكن تنقصه الخبرات التى ‏تؤهله ليكون مدرباً قوياً يعتمد عليه، خصوصاً أنه سيواجه مشكلة تتمثل فى هبوط ‏مستوى بعض لاعبيه، ولم يعجبنى مستوى «كاكا» فى المباراة لأنه كان بعيداً عن ‏المرمى، واختفى دوره الهجومى المؤثر، لكننى أؤكد أن راقصى السامبا قادمون.. ‏وإلى البطولة يسيرون.‏

تميزت مباراة البرتغال وكوت ديفوار بالقوة والسرعة وتقاسما مستواها، لكن ‏المدربين لم يديراها بشكل جيد فعندما تجد لاعبا يركض بالكرة من 10 إلى 15 ‏متراً تتأكد تماماً أنه لم يتعلم جملة تكتيكية من مدربه، وأن هذا اللاعب «فقير ‏فنياً» وهذا ما كان يحدث فى الفريقين، ووضح أيضاً ابتعاد عدد كبير من النجوم ‏عن مستواهم المعروف وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، وسينتظر الفريقان ‏مواجهة البرازيل لأنها هى التى ستحسم الصراع بين البرتغال والأفيال على ‏المركز الثانى، وإن كنت أرشح البرتغال للمركز الثانى لخبرة لاعبيها.‏