«نوال السعداوي»: الدين مكانه البيت.. والدولة المدنية لن تجلب الفوضى

كتب: أيمن حمزة الأربعاء 16-06-2010 14:34

شنت الدكتورة نوال السعداوي هجوما حادا علي التعليم المصري وأكدت أنه السبب الأول والرئيسي في الفتنة الطائفية لأنه يتم التفرقة بين الطلاب في حصص الدين ويغرس كل مدرس في طلابه أن الآخر سيدخل النار لأنه كافر، مشيرة إلى أننا أصبحنا مهووسين بالتدين الظاهري وتركنا جوهر الدين وحقيقته وهي العدل والمساواة لأن علاقة الإنسان بخالقه ليست مجرد طقوس تؤدى.

وأضافت خلال ندوة الإبداع والتمرد التي أدارتها الإعلامية «نهاد عامر» بنادي الجزيرة مساء أمس أن الدولة المدنية يمارس فيها الدين داخل البيوت و"اللي عاوز يروح يحج يروح يحج واللي عاوز يصوم يصوم واللي عاوز يصلي يصلي" لكن كله في السر لأنها علاقة بين الإنسان وخالقه وليست علاقة بيننا وبين الناس، كما أنه يجب أن تلغى المادة الثانية من الدستور لأن الدوله لا دين لها وإنما الدين حالة بشرية إنسانية، وإذا فصلنا الدين عن الدولة فلن تحدث كارثة ولن تحدث فوضي ولن تضيع الأخلاق وإنما سيحل النظام محل الفوضى، مشيرة إلى أن الذين يفجرون قضايا الحجاب والنقاب والطقوس السطحية للدين من حين لآخر إنما يستهدفون إلهاء الناس عن البحث في قضايا أخرى مثل الفقر والفساد وغيرها من القضايا التي يجب أن نهتم بها ونشغل أنفسنا بها ونناقشها.

وشددت السعداوي على ضرورة إخراج الدين من الدستور وقالت: كل واحد اختار دين يتعبد به لخالقه يجب أن يدخله إلى بيته ولا يخرج به إلى الدولة أو إلي الدستور أو العقد الاجتماعي أو السياسي، لأن هذا من شأنه أن يفرق بين الناس ومن شأنه أن يفجر قضايا الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، " طيب ليه نقسم الناس ونميز بينهم على أساس ديني رغم أن الأديان جوهرها واحد وهو العدل والمساواة والحرية".

وأضافت: إحنا اللي بنجيب الحاكم المستبد وإحنا اللي بنجيب الراجل المستبد، لأن المرأة التي تسمح لزوجها برفع صوته عليها هي التي تمنحه سلطة الإستبداد ونحن الذين نمنح الحاكم سلطة الإستبداد عندما نسمح للأغلبية بالتمادي، مشيرة إلى ضرورة التصدي للأغلبية، لأن الديمقراطية ليست حكم الأغلبية كما يظن الكثير منا لأن الأغلبية لوكانت تدين بأي دين لآ أدين أنا به ستتحول هذه الأغلبية إلى دكتاتورية.

وطالبت السعداوي بضرورة العمل علي إصدار قانون مدني للزواج للقضاء على الفتنة الطائفية في مصر، وقالت: إن الأحوال الشخصية لاتنفصل عن الأحوال العامة في مصر، وجميع القوانين التي تحكمنا إنما هي قوانين مدنية فلماذا نقف عند الزواج والطلاق ونقول أحوال شخصية ولماذا نفرق بين المسلم والمسيحي بالقانون الذي يتساوى الناس أمامه دون تمييز أو تفرقة.

وخلال إجابتها على سؤال متعلق بأدائها شخصيا لفريضة الحج، أعلنت السعداوي أنها لم ولن تذهب لقضاء فريضة الحج وقالت: هذا السؤال منحرف عن جوهر الموضوع الذي نتحدث فيه وأنا أرفض أن يسألني أحد عن أي عبادة أو علاقة بيني وبين الله، مشيرة الي أن الإستفاضه في الحديث عن العبادات والطقوس الظاهرية للتدين إنما هو غرق في الجهل وعلينا ألا نتمادي في ذلك وإنما نسئل الناس عن أعمالهم وإبداعاتهم ، واستدركت .. كل ما أعمل ندوة في مصر نفس الأسئلة تطرح علي "حجيتي، صليتي، صمتي" دي علاقة بيني وبين ربنا.

وأضافت: أخطر شيء في الدنيا هو إنكار الضعف وإنكار الخوف لأن إعتراف الإنسان بأنه يخاف هو أول الطريق الي التغلب عليه ولكن السئوال الحقيقي هو كيف نتغلب علي الخوف؟، مشيرة إلي أنها شخصيا لم تخاف من السجن أو المنفى وقالت : كلامي دائما صريح ودائما ما أدفع ثمنه وكلما زاد النقض كلما تشجعت وكلما سجنت أو تم نفيي كلما تشجعت وعمري ماخفت من العفريت لأني أعرف تماما إن اللي يخاف من العفريت بيطلعله.