أكد «جمال هلال» المستشار السابق لشئون الشرق الأوسط وأمن الخليج بالخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، أن قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات جديدة ضد إيران لن يمنعها من الاستمرار في تخصيب اليورانيوم وتحقيق طموحاتها النووية.. وقال هلال، المستشار مصري الجنسية، والمترجم الشخصي للعديد من الرؤساء الأمريكيين، «لا أعتقد أن هناك أي خطوات يمكن أن تثنى إيران عن برنامجها، لأنه صادر من القناعات الثابتة منذ عهد الشاه، وأصبح جزءاً من السياسة الإيرانية الثابتة التي يحددها «آيه الله علي خامنئى».
وشرح هلال، الذي استقال في أكتوبر الماضي، أسباب عدم جدوى القرار، قائلاً، إنه من السهولة الالتفاف حول العقوبات، خاصة أنه لن تلتزم بها كل الدول، وأن قرار مجلس الأمن مصمم ليس من أجل إيقاف الجهود الإيرانية في التخصيب وإنما مصاغ من أجل إحداث تراكم في المخالفات الإيرانية لهذا القانون، بما يبنى سجلاً واضحاً للمخالفات يمكن استخدامه فيما بعد ضد إيران، لأن القرار جعل المجتمع الدولي يضع نوعاً من القيود على الحرس الثوري الإيراني وعلى المؤسسات المالية الإيرانية، وعلى بعض الأنشطة الخاصة باليورانيوم والمعاملات التجارية وأي مخالفة لأي بند من البنود الواردة في القرار سيتم تسجيله كمخالفة إيرانية للقرارات الدولية وبذلك تتراكم المخالفات.
وأشار هلال إلى أن القرار سيزيد من فرص الاحتكاك، لأنه يسمح بتفتيش السفن الإيرانية في أعالي البحار والسفن المشكوك في هوية ما تحمله، وستكون للولايات المتحدة القدرة على هذا الأمر من خلال المخابرات الأمريكية.
وأوضح أنه لا يمكن اعتباره نجاحاً، خاصة مع فشل الرئيس «باراك أوباما» في إقناع تركيا بالتصويت لصالح القرار.
وفي الوقت نفسه، أكد المستشار السابق، خطر الطموح النووي الإيراني على المنطقة العربية والخليج، موضحاً أن البرنامج الإيراني سيدعو بشكل مباشر إلى نوع من التسابق النووي في المنطقة، وستجد الحكومات السنية العربية صعوبة بالغة في التعايش مع حالة عدم التوازن الاستراتيجي، وهو ما سيدفعها للسعي جدياً، ولو في الخفاء، للحصول على سلاح نووي. وأكد هلال أن الخطر الأساسي في حصول إيران على سلاح نووي حتى، ولو كان بدرجة بدائية سيعطي لها دفعة أكبر للتلاعب بأمن المنطقة وتصدير أجندتها الخاصة بالهيمنة الإيرانية وزعزعة الاستقرار في العديد من الدول التي بها أقليات أو أغلبيات شيعية.
وشكك هلال في أن تبادر إيران بأي خطوة ضد إسرائيل، في حال نجاحها في امتلاك سلاح نووي، موضحاً أن قيام إيران بأي هجوم ضد إسرائيل ستكون ضحيته الأولى هو الشعب الفلسطيني، لأن القنبلة النووية لن تفرق بين الفلسطيني والإسرائيلي، وفى الوقت ذاته ستعطي هذه الخطوة المبررات الكافية لاستخدام جميع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية من قبل عدد من الدول ضد إيران.