سياسة التمييز العنصرى تلقى بظلالها على كأس العالم

كتب: محمد يحيى الأحد 06-12-2009 15:35

‎»‎سياسة التمييز العنصرى تلقى بظلالها السوداء على مباريات كأس العالم»، كان ‏‏هذا هو عنوان تقرير نشرته ‏صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية ضمن حلقة ‏‏تقارير واسعة عن المونديال ومدى المكاسب والخسائر التى ‏ستحدث فى جنوب ‏‏أفريقيا، نتيجة تنظيمها أكبر حدث كروى فى العالم‎‏.‏

وقالت الصحيفة إذا نظرت من فوق الجبل فى «كيب تاون» بالمساء سترى مدينة ‏‏النور وبجوارها محطة القطار، ‏ومن خلفها ما يسمى «النقاط السوداء»، وهى ‏‏المناطق التى يقيم فيها بعض الذين يطلقون عليهم اسم «الملونين»، ‏التى تعيش ‏‏دون أضواء، أفرزت مجموعة من أفضل لاعبى كرة القدم فى تاريخ «جنوب ‏‏أفريقيا».‏

وأشارت الصحيفة إلى أن المهاجم الخطير «بينديكت ماكارثى»، الذى يلعب لنادى ‏‏بلاكبيرن الإنجليزى على رأس ‏اللاعبين الذين خرجوا من تلك المناطق ويعد ‏‏مهاجماً خطيراً وتعلق الجماهير الجنوب أفريقية الكثير على اللاعب ‏لقيادة الفريق ‏‏فى نهائيات المونديال، بالإضافة إلى نجوم مثل «كوينتون فورتونى» و«شون ‏بارتليت»، ‏إلى جانب ستيفن ‏بينار، الذى يعد آخر النجوم الذين خرجوا من مناطق ‏‏«الملونين» ‏بالقرب من «بريتوريا»‏‎.‎

ووفقاً لهذه التصنيفات العرقية والتمييز العنصرى، والمستخدمة ضمنياً من قبل ‏‏جنوب أفريقيا، فإن هؤلاء ‏اللاعبين لا يقال عنهم «سود»، ولكنهم «ملونون» أى ‏‏مجموعة من الأفراد أصحاب البشرة الفاتحة، ولكنهم ‏منحدرون من أصول سوداء ‏‏أو من العبيد الذين نقلوا من إندونيسيا، وأن نحو (10) فى المائة من سكان ‏‏«جنوب ‏‏أفريقيا» من الملونين، وثلاثة أرباعهم من السود‏‎.‎

وأكدت الصحيفة الإنجليزية أن هذه الانقسامات المصطنعة، التى تفرق بين الشعب ‏‏الجنوب أفريقى هى العامل ‏القبيح من بقايا الفصل العنصرى، ورغم أنه من النادر ‏‏أن تتم مناقشته، فإنها تستمر فى التأثير على الحياة داخل ‏الوطن بصفة عامة.‏

‏ ‏خصوصاً أن كل جماعة عرقية مازالت تعيش بمعزل عن غيرها. مما يجعل كل ‏‏مجموعة ‏لديها خبرة معينة من الحياة، وعلاقة خاصة مع كرة القدم - الرياضة ‏‏الوحيدة التى تحظى بمتابعة جميع الفئات ‏ومختلف الألوان فى جنوب أفريقيا‎‏.‏

وأوضحت «فاينانشيال تايمز» أن جميع مشجعى الأندية الكروية فى جنوب أفريقيا ‏‏من السود، وهم الذين ‏يشجعون المنتخب الجنوب أفريقى دائماً، وعندما تقدم بطلب ‏‏استضافة كأس العالم هم من ساندوا الملف بقوة، إلا ‏أن معظم المؤسسات الجنوب ‏‏أفريقية لا تتعامل بهذا الشكل وما زال السود فى أسفل الجانب الاقتصادى بجنوب ‏‏‏أفريقيا، مما يعوق لاعبى كرة القدم عن الظهور على مستوى احترافى، لمعاناة ‏‏معظمهم من سوء التغذية ‏وافتقادهم وجود أندية بها لاعبون مؤهلون، كما أنهم ‏‏يفتقدون إقامة بطولة دورى منتظمة، وبالتالى تهدر مئات ‏الفرص لاكتشاف لاعبين ‏‏موهوبين، بسبب عدم وجود العين القادرة على متابعة المواهب الشابة‏‎

‎.‎

فى حين أن الشباب من أصحاب البشرة البيضاء يلعبون لفرق كبيرة ومعهم ‏‏مدربون مؤهلون فى بطولات ‏منتظمة، ولكنهم يفضلون ممارسة الرجبى ‏‏والكريكيت، خصوصاً أن جنوب أفريقيا تتصدر العالم فى هاتين ‏اللعبتين، ومن ‏‏النادر أن تجد لاعباً أبيض يلعب للمنتخب الأول بجنوب أفريقيا باستثناء المدافع ‏‏مارك فيش‎ ‎المهاجم الدولى السابق.‏

ولفتت الصحيفة إلى أن عدداً قليلاً من الملونين يتابعون كرة القدم فى جنوب ‏‏أفريقيا حتى أن أكبر عدد للمشجعين ‏فى مباراة واحدة يصل إلى 10 آلاف متفرج، ‏‏مما يعنى أن الملاعب التى تم بناؤها لكأس العالم قد تكون عديمة ‏الفائدة بعد انتهاء ‏‏المونديال‎.‎

واختتمت الصحيفة تقريرها بأن الفصل العنصرى لن يختفى خلال كأس العالم ‏‏بجنوب أفريقيا، خصوصاً أن ‏تجربة المساواة لاتزال سطحية حتى فى عالم كرة ‏‏القدم بجنوب أفريقيا.