الألعاب الإخوانية: الندالة والبحث عن الكنز والطريق إلى القدس

كتب: أحمد الفخراني الثلاثاء 07-05-2013 19:19

من بين ألعاب الإخوان فى المعسكرات، لا تبارح ذاكرة شريف حسن تلك اللعبة التى تدعى: الندالة.

يتجمع فى اللعبة عشر أفراد، على شكل دائرة حول المشرف الإخوانى، تلف الدائرة، ثم يهتف المشرف: ثلاثة، يكون على كل ثلاثة أن يمسكوا ببعضهم البعض، ليخرج من اللعبة، من لا يستطع أن يمسك بأحد، تستمر اللعبة بتلك الطريقة حتى يتبقى ثلاثة أشخاص فقط حول المشرف.

فى تلك المرحلة من اللعبة، قبل أن يهتف المسؤول برقم اثنين، يقول شريف، «يتعين على كل فرد فى الثلاثة أن يعقد اتفاقين، مع زميليه، أحدهما صادق والآخر كاذب، بأنه سيمسك أحدهما، رغم أنه لن يستطيع أن يمسك سوى واحد فقط.

عندما يتذكر شريف حسن تلك اللعبة الآن، يعتقد أنها كانت تهدف لتعليمهم: كيف نلعب مع كل الأطراف وتحسسهم إنك معاهم، وازاى تاخد مصلحتك من الكل، بغض النظر عن احترام الاتفاقات المسبقة، التى قد تتغير مع تغير الواقع، أعتقد أن الدرس يصل أسرع للخاسرين فى اللعبة لا الفائزين.

الألعاب فى العموم، واحد من وسائل استبدال المجتمع بآخر إخوانى، فهو يستبدل طفولتك بألعاب «حلال» يقول شريف: السلم والثعبان تصير الطريق إلى القدس، بعد استبدال الزهر بكروت أسئلة.

أما لعبة الكنز، فهى عبارة عن خريطة فى مكان مفتوح معها خطوات تساعدك على الوصول، فى أحد المعسكرات وصل شريف للكنز الذى اكتشف أنه علب بيبسى وأكياس بطاطس لايز، عندما هم وزملاؤه بالحصول على جائزتهم، رفض المسؤول لأن «فيه مقاطعة للمنتجات دى».

كانت رحلة معرض الكتاب، واحدة من أهم رحلات شريف، لم يكن يسمح لهم، سوى بالنزول فى الجزء المخصص للجناح الإسلامى، وخاصة المكتبات الإخوانية، والتى اشتهرت بتقديم ألعاب إسلامية فقط، واستيكارات وأناشيد إسلامية وشرائط تعليمية.

دورات الكرة، فى رأى عبد الرحمن الحويط، ليست فقط واحدة من وسائل اجتذاب عناصر إخوانية، لكن للتدريب على اختبارات السمع والطاعة، فعندما اعترض على الحكم ذات مرة، جعله يلف عددا من المرات حول الحديقة الدولية، لكن الدرس الأهم هو عندما يتخذ الحكم كقرارات متعسفة وغريبة أثناء اللعب، ففى إحدى المرات احتسب فاول لمصلحة فريق عبد الرحمن، فتم احتسابه هدفا للفريق المنافس، أو يقوم بإلغاء أهداف أحرزتها بدون مبرر، لا يتعجب عبد الرحمن الآن «كان فقط يختبر قدرتك على تحمل قرارات استفزازية وغير منطقية». الرسالة الأساسية فى رأى محمد محمود، عندما تحرم من اللعب، أو من قيادة الفريق، تكون إذا أردت الترقى، أو البقاء فى الجماعة: لا تكن متمردا، تصل تلك الرسائل من خلال طرق العقاب ولو أثناء اللعب.