استنفد فلاحو قرى محافظة كفر الشيخ كل الوسائل المتاحة لحل أزمة ندرة مياه الرى، قدموا شكاوى للمسؤولين، وقطعوا الطريق السريع احتجاجا على تعرض آلاف الأفدنة للتلف والبوار بسبب ندرة مياه الرى. كان «عطش الأرض» أقوى مما يمكنهم تحمله، ذهبوا إلى كل مكان بحثا عن مياه تروى مصدر رزقهم الوحيد .
يقول سامى فرج، من عزبة معزوز، إن نحو ١٠ آلاف فدان بعزب ٧١، ٧٢، ٧٣، ٧٤، تتعرض للبوار بسبب عدم وجود مياه بترعة الخليج منذ الصيف الماضى، ويضيف: «اضطر المزارعون إلى تحويل أراضيهم لمزارع سمكية باستخدام الطلمبات لاستخراج المياه الجوفية، ورغم ذلك نفاجأ بالمحاضر الجزافية من مسؤولى الرى، بتهمة استهلاك المياه فى المزارع السمكية، وتم تغريمى ١٠ آلاف جنيه وسنة سجناً، كما أننى مازلت مديناً بثمن الأرض».
ويؤكد محمد سعيد على «مزارع»، أن ١٢ ألف فدان بعزب ٥٥، ٥٦، ٥٨، ٤٩، ٥٠ ماتت زراعاتها بسبب العطش، واضطر المزارعون مؤخراً لقطع الطريق الدولى، إلا أن المشكلة مازالت قائمة، وتابع: «ذهبت تصريحات المسؤولين أدراج الرياح، كما أن قرى مركز الحامول تعانى زراعاتها العطش، وهناك أزمة فى مياه الرى بقرى الشهابية والحماد والشيخ مبارك ببلطيم، ورغم تكرار الشكوى للمسؤولين فإن أحداً لم يتحرك».
ويضيف محمد حسنين «مزارع»: «تعرضت مساحات كبيرة للبوار بقرى العمار ومنشأة عباس وعزبة الكوم وعزبة جاد وسريوه الكبرى ومنشأة الجرايدة والترزى، بسبب نقص مياه الرى، مما تسبب فى ضعف إنتاجية القمح فى الموسم المنتهى، فلم يزد إنتاج الفدان على ١٠ أرادب بدلاً من ٢٥ إردباً».
وقال رمضان جمعية «مزارع»، إن محافظ كفر الشيخ، أحمد زكى عابدين، رفض مقابلة مئات الفلاحين لحل مشكلة نقص مياه الرى. وأرسل سعد عبدالعظيم، السكرتير العام المساعد لمقابلتهم. يضيف رمضان: «السكرتير المساعد قال لنا كلام يهدينا بيه وأدى وش الضيف».
ويقول ماهر أبوهالة أحد المزارعين: «اضطررت لزراعة ١٠ أفدنة بمحاصيل جافة كالقطن واللب والذرة، إلا أن المياه قليلة جداً والزراعات مهددة بالموت، فيما يقوم المزارعون بالعزب التى تمر عليها الترعة بتركيب مواسير لسرقة مياه الرى، وبالتالى لا تصل المياه إلى العزب الواقعة فى نهاية الترعة،
وسبق أن قدمنا شكاوى للمسؤولين بالرى، الذين لم يقدموا شيئا سوى الوعود الوردية، وزراعاتنا جفت وبيوتنا اتخربت ولا نستطيع الإنفاق على أولادنا». من جانبه يؤكد المهندس محمد بلتاجى، وكيل وزارة الرى بالمحافظة، إنه أعطى توجيهاته بتشغيل محطات الطوارئ بطلمبات ٧، وقال: «لم تصلنى أى شكاوى بسبب نقص المياه».
«العطش» لم يكتف بما أفسده فى الدلتا، ففى قرية بنى موسى التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة كان «العطش» هو عنوان الأزمة. فلاحو القرية أكدوا أن أراضيهم التى تبلغ مساحتها الإجمالية نحو ٥٠٠ فدان مهددة بالبوار، بسبب نقص مياه الرى بترعة الجنابية. وللهروب من مشكلة مياه الرى، بدأ الأهالى يعتمدون على مياه مصرف ساحل مرقص لرى زراعتهم.
يقول ناجى كمال أبوشقة، أحد المضارين: «أملك ٥ أفدنة بمنطقة جمعية بنى موسى، ونقص مياه الرى بترعة الجنابية يتزايد.. والأرض تحتضر بالفعل» وأضاف أبوشقة: «المفروض حسب جدول المناوبات أن تتوافر المياة لمدة ٤ أيام ثم تغيب ٦ أيام وهو ما لا يحدث حيث لا تصل إلينا المياه حسب الدور وتتأخر أحيانا لأكثر من شهر ونصف».
وأكد محمد عبدالخالق النجار، أحد الفلاحين المضارين، أن نقص مياه الرى تسبب فى انخفاض شديد فى جودة المحصول، فضلا عن ضعف الأرض.
وأضاف على حسن عبدالغفار، من القرية، «فعلنا كل شىء وطرقنا أبواب المسؤولين ولم يستجب لنا أحد، وأحد المسؤولين الذين ذهبنا لمقابلتهم لحل المشكلة قال لنا ببساطة إن مياه ترعة الجنابية التى تروى أراضينا تم تحويلها لرى الأراضى الصحراوية بالنوبارية»..
من جهته أكد المهندس فتحى منصور، وكيل وزارة الرى بالبحيرة، أن المشكلة ترجع إلى «الكميات المحدودة المتوافرة حاليا فى الترعة، وهى كميات قليلة لكننا نحاول استخدامها الاستخدام الأمثل لرى أراضى قرية بنى موسى، وحاليا نحاول إعادة النظر فى مسألة مناوبات مياه الرى، لنصل لطريقة تصل بها المياه لجميع الأراضى فى بدايات ونهايات الترعة».