قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن المجتمع الدولي يقف أمام «امتحان الضمير والأخلاق»، إزاء ما يرتكبه نظام الرئيس السوري بشار الأسد بحق المدنيين في قرية البيضا بمحافظة طرطوس غربي سوريا، حيث شهدت «جريمة إبادة جماعية»، الخميس، فيما أشار نائب الرئيس السوري، المنشق عبد الحليم خدام، إلى بلوغ الحصيلة الأولية لاجتياح القوات النظامية المحافظتين، الجمعة، أكثر من 700 قتيل.
وذكر الائتلاف، في بيان صحفي أصدره، الجمعة، أن الأنباء القادمة من قرية البيضا قرب بانياس تفيد بوقوع أحداث «ترقى إلى جريمة إبادة جماعية»، مشيرا إلى أن الشهادات الأولية تفيد بأن «قوات (الأسد) مسؤولة بشكل مباشر عن إعدام وحرق ما لا يقل عن 150 شخصا، بينهم أطفال ونساء، وفق تقديرات متحفظة»، فيما أكد شهود من المكان أن «عصابات الأسد استخدمت السكاكين في الإجهاز على الضحايا الأبرياء».
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل بقوله إن «المجتمع الدولي يقف الآن أمام امتحان الضمير والأخلاق، ليثبت مرة واحدة أنه قادر على التدخل بفعالية لوقف الانتهاكات التي يرتكبها نظام الأسد، والتي تشكل جرائم حرب، وجرائم إبادة جماعية في القانون والعرف الدوليين»، مطالبا جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بـ«التحرك السريع من أجل إنقاذ المدنيين في (بانياس) وغيرها من محافظات سوريا»، معتبرا أن هناك «عصابة مجرمة اتخذت الإرهاب منهجا للقضاء على مطالب شعب بالحرية».
من جانبه، كشف عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري المنشق، أن الحصيلة الأولية لحملة قوات «الأسد»، الجمعة، على مدينتي البيضا وبانياس بلغت أكثر من 700 قتيل.
على صعيد متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مدينة بانياس شهدت اشتباكات شرسة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة أسفرت عن مقتل عدد من الجنود في حادث هو الأول في هذه المدينة منذ اندلاع الصراع بين الطرفين قبل أكثر من عامين.
وأضاف مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في تصريحات صحفية، أن القوات النظامية ومسلحين موالين لها حاصروا قرية البيضا عند المدخل الجنوبي.
فيما أفادت تقارير من نشطاء معارضين داخل سوريا بأن مدينة البيضا تعرضت لـ«قصف شرس» من زوارق حربية، بحسب قوله.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن قوات الجيش ضبطت أسلحة وذخيرة فيما سمتها «أوكار الإرهابيين» بالبيضا، وأنه تم القضاء على عدد كبير من «الإرهابيين» في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع بـ«بانياس»، على حد قولها.