تقرير إسرائيلي يحذر من «حرب أهلية» إذا تم إخلاء المستوطنات بالقوة

كتب: أحمد بلال الإثنين 29-04-2013 18:01

أوصى تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، بتقسيم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى ثلاث تصنيفات، في حال التوصل لاتفاق نهائي مع الفلسطينيين، بما يمكنها من ضمان سيادتها عليها، ويُجنب إسرائيل مخاطر حرب أهلية في حال قررت إخلاء مستوطنات بالقوة.

وقال التقرير إن إخلاء المستوطنات الضخمة الموجودة خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة، والتي يسكن بها أكثر من 100 ألف إسرائيلي، قد يكون مطلوبًا من الحكومة الإسرائيلية في المستقبل للتوصل لاتفاق بينها وبين الفلسطينيين. وأضاف: أي سيناريو للانفصال عن الفلسطينيين، كنتيجة للاتفاق أو بقرار منفرد من إسرائيل، سيوجب إخلاء المستوطنات الموجودة خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة، وهو ما سيؤدي إلى مشاكل داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة أنه سيتم إجلاء عشرات الآلاف بالقوة لأنهم سيرفضون مغادرة مستوطناتهم وهي «مهمة صعبة جدًا على الدولة، من الممكن أن تؤدي إلى سفك دماء وأن يحارب الأخ أخيه».

وأشار التقرير إلى أن «الخريطة السياسية العالمية تشير إلى وجود حوالي 300 جيب إقليمي في مناطق حدودية في العالم، منهم حوالي 200 موجودون بالقرب من الحدود بين الهند وبنجلاديش. وحوالي 20 على الحدود بين هولندا وبلجيكا، والباقي في مناطق مختلفة بأوربا وآسيا».

والجيب الإقليمي هو منطقة تخضع لسيادة دولة لا ترتبط به جغرافيًا، ومحاط كلية بأراض دولة أخرى. في معظم الأحيان لا تكون هناك مشكلة في العبور من الجيب الإقليمي للدولة الأم، ولكن أحيانًا يتم ذلك في مسار معقد.

وقسم معهد أبحاث الأمن القومي المستوطنات الإسرائيلية إلى ثلاث تصنيفات، «جيوب إسرائيلية داخل المناطق الفلسطينية»، «مستوطنات إسرائيلية ذاتية الحكم تحت السيادة الفلسطينية»، و«مستوطنات يهودية في مناطق الدولة الفلسطينية بدون وضع خاص».

وقال التقرير إن المستوطنات الكبرى، وهي «أريئيل»، «إفرايم»، «كريات أربع»، و«معاليه أدوميم»، والتي تضم آلاف المستوطنين ستظل «تحت السيادة الإسرائيلية كاملة، كجزء من دولة إسرائيل، ومستوطنيها سيظلون مواطنين إسرائيليين، والعبور من وإلى هذه المستوطنات لبقية الأراضي الإسرائيلية سيتم عبر محاور حركة متفق عليها، والحركة فيها ستكون حرة بدون تفتيش من جانب الدولة الفلسطينية».

ويعيش في هذه المستوطنات حوالي 69 ألف شخص وتبلغ المساحة المبنية فيها حوالي 7700 دونم (الدونم يعادل 1000 متر مربع). وأشار التقرير إلى أن هذه المنطقة «ستوضع في الاعتبار عند النقاش حول تبادل الأراضي بين دولة إسرائيل والدولة الفلسطينية».

وأكد أنه في حال بقيت «إفرات» و«معاليه أدوميم» داخل إسرائيل كجزء لا يتجزأ من حدودها النهائية، فإن الحديث سيدور فقط عن «أريئيل» و«كريات أربع» كجيبين إقليميين يعيش فيهما حوالي 25 ألف مستوطن، في منطقة مأهولة تبلغ 3500 دونم.

وبحسب مخطط معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، فإن عشرات «المستوطنات المتوسطة»، التي تضم كل واحدة منها ما بين 2000 إلى 7000 مستوطن، مثل «بيت إيل»، «عفرا»، و«عمانوئيل»، ستكون في مناطق الدولة الفلسطينية وتحت سيادتها، ولكن تحت حكم ذاتي. وأضاف تقرير المعهد: «كل إسرائيلي سيقرر البقاء أو السكن في هذه المستوطنات سيحتفظ بهويته الإسرائيلية، وستدير المستوطنات أمورها بنفسها في مناحي الحياة». ويبلغ عدد السكان في هذه المستوطنات يبلغ حوالي 40 ألف مستوطن، والمنطقة المأهولة فيها تصل إلى 8500 دونم.

أما سكان «المستوطنات الصغيرة والمتفرقة»، والتي يصل عددها إلى حوالي 65 مستوطنة، ويعيش فيها حوالي 36 ألف مستوطن، الذين سيقررون البقاء فيها، فإنه «سيكون بإمكانهم الاحتفاظ بالهوية الإسرائيلية ولكن أيضًا سيتعين عليهم الحصول على جنسية فلسطينية».

وأشار التقرير إلى أن هذه المستوطنات ستكون تحت سيادة كاملة للدولة الفلسطينية، وسيكون من فيها خاضعين لقوانينها كما يخضع عرب 48 لسيادة إسرائيل، ولفت أنه لن يتم وضع هذه المستوطنات في الحسبان عند مناقشة تبادل المناطق بين إسرائيل والدولة الفلسطينية».

وقال التقرير: «يجب الوضع في الاعتبار أنه، مع مرور الوقت، سيختار بعض المستوطنين العودة لإسرائيل بمحض إرادتهم، وسيحصلون على تعويضات عن ممتلكاتهم التي تركوها في المستوطنة، فيما سيقى آخرين بإرادتهم في الدولة الفلسطينية»، وأضاف: «يوجد تخوف واضح من الاحتكاكات والمواجهات بين مناطق الجيوب الإقليمية وبين محيطها الفلسطيني، والتي من شأنها أن تؤدي لمواجهة واضحة، لذلك يجب الوضع في الاعتبار الأمني والسياسي هذا الأمر».