قالت صحيفة «لندن فري برس» البريطانية، إن مصر تواجه حرباً محتملة حول المياه تزحف على أجندتها السياسية بعد الأزمة الأخيرة بينها وبين دول منابع النيل، ناقلة عن الرئيس الراحل أنور السادات قوله بعد توقيع معاهدة السلام (المصرية- الإسرائيلية) عام 1979، إن "الشيئ الوحيد الذي يمكن أن يدفع مصر للدخول في حرب أخرى هو المياه".
ووصفت الصحيفة في تقرير نشرته للكاتب «غوين داير» على موقعها الإلكتروني، اليوم، مصر، بأنها" قوة اقصادية وثقافية عظمي في العالم العربي، تعدادها السكاني البالغ 78 مليون نسمة يمثل نحو ثلث سكان العالم الناطقين باللغة العربية"، مستدركة أن "99% من أراضيها صحراء مفتوحة، ولولا مياه النيل لما أصبح تعداد القاهرة يفوق تعداد ليبيا، لذا ليس هناك تقبل لأي وجهة نظر من شأنها أن تقلل من تدفق هذا النهر".
وأوضحت الصحيفة البريطانية اليومية التي تصدر في كل من كندا، وبريطانيا، في تقريرها بعنوان" قلق حروب المياه"، أن رد فعل الحكومة تجاه توقيع أوغندا، وروندا، وتنزاينيا، وأثيوبيا، وكينيا، الاتفاقية الإطارية بالقول إن مصر غير ملزمة بهذه الاتفاقية قانونياً وإنها لن تؤثر على حصتها من المياه، غير كافٍ لتوضح كيف ستوفر القاهرة الطعام لأكثر من 95 مليون مصري بعد 15 عاماً.
ولفتت الصحيفة إلى أن كسب تعاطف أثيوبيا نحو إيقاف الاتفاقية الجديدة "غير وارد"، مرجعة الأمر إلى أن أديس أبابا يقع عليها عبء إطعام 91 مليون أثيوبي حالياً، ومن المتوقع أن يصلوا إلى 140 مليوناً خلال 15 سنة من الآن، إلى جانب أن بقية الدول في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي أعلى تعداداً في النمو السكاني مقارنة بمصر، وهو الأمر الذي يجعلهم يشعرون بالقلق تجاه توفير الطعام لشعوبهم.
وشددت الصحيفة البريطانية على أن لجوء مصر للتهديد بالحل العسكري للحفاظ على حصتها من مياه النيل مثلما كانت تلوح باستخدامه في الماضي، صار أمراً غير مطروح أو مثير للإعجاب، ويواجه تنامي القدرات العسكرية في دول الجنوب، بما يجعل الخيارات أمام القاهرة للتعامل مع هذا الأمر محدودة بشكل كبير.