أدباء وكتاب: «عكاشة» مؤسس الدراما التليفزيونية .. وصنع لها جمهوراً مثل كرة القدم

كتب: إفي الجمعة 28-05-2010 15:31

رحل «سيد الدراما التلفزيونية» السيناريست «أسامة أنور عكاشة»، عن عالمنا، وستشيع جنازته من مسجد «مصطفى محمود» عصر اليوم، كما يقام العزاء بمسجد عمر مكرم الاثنين المقبل.

أثار خبر رحيل عكاشة حزن زملائه من الأدباء والكتاب، الذين أكدوا أن "الدراما التلفزيونية ماتت برحيله"، وأنها " خسرت الكثير من الأفكار والمشاريع الفنية التي كانت لا زالت حبيسة في صدر عكاشة وعقله".

السيناريست «محمد صفاء عامر» فوجئ بالخبر عندما أبلغته به «المصري اليوم»، وكانت أول كلمة نطق بها " لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماتت الدراما التلفزيونية وسنتقبل فيها العزاء"، مضيفاً، "خسرنا كاتباً ومثقفاً وصديقاً عظيماً لا يعوض"، لافتاً إلى أنه حاول أنه يكلمه هاتفياً منذ يومين لكنه " كان متعباً جداً وغير قادر على الكلام، فاكتفى بالحديث مع ابنه هشام".

ووصفه الكاتب «يوسف القعيد» بأنه " سيد الدراما التلفزيونية، ومؤسس الكتابة للتلفزيون"، مثله مثل الدكتور «حسين هيكل» في الرواية، والدكتور «طه حسين» في السيرة الذاتية، مشيراً إلى أن عكاشة جعل المصريين والعرب يلتفون حول شاشة التلفزيون ليتابعون الدراما التليفزيونية التي يكتبها مثلما يلتفون حول مباريات كرة القدم.

وقال «القعيد»، إن " عكاشة أعطى للدراما قيمة جماهيرية وقربها من الأدب، وكان مهموماً طوال حياته بهوية المصريين وهل هم عرب أم فراعنة أم شرق أوسطيين أم أوروبيين ".

وقال «محمد سلماوي» رئيس اتحاد الكتاب، إن " عكاشة كان علامة مهمة في الدراما التليفزيونية، هو وعدد من يحصى على أصابع اليد أعطوا للدراما شكلها الحالي وجعلوها عملاً فنياً قائماً بذاته"، مشيراً إلى أن "عكاشة كان مهتماً بقضايا الأمة ويعالج التاريخ من منظور فلسفي محدد".

وأضاف، " للأسف فإن غياب أسامة وتراجعه هو وزملائه عن العمل لأسباب خاصة أو لها علاقة بظروف الإنتاج التلفزيوني أضعف الدراما المصرية وجعلها تتراجع لصالح دراما أقل جودة مثل الدراما التركية وبعض الدراما العربية".

وأشار إلى أن عكاشة بدأ كاتباً مسرحياً وكتب عدد من المسرحيات، لكنه ترك خشبة المسرح بعد ما أصابها من تراجع، وقال " مثلما تخلى المسرح عن عكاشة تخلى عنه التلفزيون ليرحل عن عالمنا ومازالت بعض المسلسلات حبيسة الأدراج في مكتبه، وبعض الأفكار حبيسة في صدره لم يمهله القدر لكتابتها".

وعلى المستوى السياسي قال «سلماوي»، إن " عكاشة كان من أكثر الناس تجسيداً لانتماء الأديب لوطنه وقضاياه، وعبر عن هذا في كل أعماله الفنية"، مشيراً إلى أن عكاشة يعد رمزاً للدراما المصرية مثلما يعتبر «نجيب محفوظ» رمزاً للرواية وأم كلثوم رمزاً للطرب.

ولفت إلى أن اتحاد الكتاب ينوي تنظيم إحتفالية لتكريم سيد الدراما التلفزيونية لم يتم تحديد موعدها حتى الآن، وقال " إن الاتحاد ينظم بداية الشهر المقبل مؤتمراً حول «أحمد باكثير» سيكون فرصة لتكريم عكاشة حتى يتم تحديد موعد لاحتفالية خاصة به".

وفوجئت الكاتبة «فتحية العسال» بالخبر ، وقالت وصوتها يجهش بالبكاء " فقدنا هرما من أهرامات مصر وتاريخاً محفوراً في حياتنا وفي الدراما التلفزيونية والإنسانية".

وتحدث الكاتب «محفوظ عبد الرحمن» عن علاقته بعكاشة، التي بدأت منذ أيام المدرسة، وكانت تربطهما صداقة قوية، مشيراً إلى أن " مسلسلات عكاشة تعد من كلاسيكيات الدراما التلفزيونية".

وأضاف، أن رحيل عكاشة " أمر مؤلم لأنه كان قادراً على تقديم المزيد، وكان في ذهنه الكثير من الأفكار والمشاريع التي لم يمهله القدر لكتابتها"، وتابع " خسرنا هذه الأحلام والمشاريع التي ضاعت برحيل عكاشة".