داخل الغرفة 503 بمستشفى دمشق بالمهندسين، يرقد حسني عبد ربه، نجم الإسماعيلي والمنتخب الوطني، بعد إجرائه جراحة الرباط الصليبي. يسترجع الماضي ويفكر في المستقبل، متماسك وراضٍ بقضاء الله. كان عبد ربه المعروف عنه الهدوء والأخلاق والتدين قد تعرض لإصابة الرباط الصليبي خلال مشاركته مع النصر السعودي في مباراته أمام الأهلي بالجولة 25 من بطولة الدوري السعودي، عندما سقط في الوقت بدل الضائع، بعد أن شارك طوال المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي «2-2»، وساهم في صناعة الهدف الثاني لفريقه. «المصري اليوم» زارت النجم االدولي في المستشفي بعد الجراحة. واستقبلنا بابتسامة عريضة تخفي آلام الجراحة، وكان معه هذا الحوار:
■ في البداية نود أن نطمئن على حالتك؟
ـ الحمد لله أجريت جراحة الصليبي على يد الدكتور أحمد عبد العزيز الذي طمني على حالتي، وسوف أغادر المستشفى خلال أيام، وبعدها أتابع مراحل العلاج والتأهيل.
■ وكم المدة التي تحتاجها في العلاج والتأهيل؟
ـ مبدئياً 5 شهور وفقًا لتقدير الطبيب، وسأقوم بتنفيذ البرنامج العلاجي على أكمل وجه، حتى أعود مرة أخرى للملاعب، كما أن الإصابة لن تهزني وقادر على العودة بقوة للملاعب بعد انتهاء فترة العلاج.
■ لماذا تمسكت بإجراء الجراحة في مصر؟
ـ بعد إصابتي عرض على مسؤولو النصر السعودي السفر إلى ألمانيا لإجراء الجراحة هناك لتقدمهم في مجال جراحات الرباط الصليبي، وكان أمامي أكثر من بديل، وعملت استخارة ثم قررت إجراءها في مصر، واتصلت بالدكتور أحمد عبد العزيز للاتفاق على موعد العملية.
■ كيف حدثت الإصابة؟
ـ كنت أشارك مع النصر في مباراته أمام الأهلي، وفجاة سقطت على ركبتي دون أن يلمسني أي لاعب، وشعرت بآلام شديدة، وخرجت من الملعب، وأثبت التشخيص المبدئي للطبيب أن الإصابة قطع في الرباط الصليبي.
■ وكيف تعاملت مع الأمر؟
ـ رضيت بقضاء الله وقدره، والحمد لله على كل شيء، وإن شاء الله أؤدي برنامجي العلاجي وأعود للملاعب مرة أخرى، وأعوض الفترة التي سأغيب فيها.
■ ومن اتصل بك من زملائك اللاعبين والمسؤولين؟
ـ تلقيت العديد من الاتصالات من لاعبي الإسماعيلي الحاليين والسابقين والذين انتقلوا لأندية أخرى، بالإضافة إلى لاعبين آخرين من مختلف الأندية وزملائي في المنتخب وشخصيات رياضية أخرى، ولا أريد ذكر أسماء حتى لا أنسى أحداً، وأشكر كل من سأل عني، لأن سؤالهم أثلج صدري وخفف عنى الآلام.
■ هل تفكر في استكمال علاجك خارج مصر؟
ـ لا.. قررت استكمال علاجي وفترة التأهيل في القاهرة، خاصة أن الدكتور أحمد عبد العزيز طمأنني على حالتي، كما أن إصابة الرباط الصليبي أصبحت حاليًا مثل أي إصابة أخرى ولا تدعو للقلق.
■ بعيدًا عن الإصابة ما تقييمك لتجربتك مع النصر السعودي؟
ـ بالطبع تجربة ناجحة، وأنا راضٍ عن الفترة التي قضيتها مع النصر، كما أن علاقتي بالجميع كانت طيبة ولم يكن ينقصني سوى الحصول على بطولة مع الفريق.
■ وما أصعب مباراة لعبتها مع النصر وستظل في ذاكرتك؟
ـ بالتأكيد مباراة النصر والهلال في نهائي كأس ولي العهد، لأنها كانت نهائي بطولة وتحظى باهتمام كبير في السعودية، بالإضافة إلى قوة المنافس، وكنت أتمنى أن نفوز بالبطولة، لكن قدر الله ما شاء فعل.
■ هل شعرت بالحزن لأنك أهدرت ضربة الجزاء؟
ـ طبيعي أن يحزن أي لاعب عندما لا يوفق في إحراز ضربة الجزاء، لكن المسؤولين في النصر قدروا المجهود الذي بذلناه كفريق، وكرة القدم فيها الفائز والخاسر، والنصر قدم مباراة قوية في النهائي، كما أن الجمهور النصراوي ضرب المثل في التشجيع، وفي أول تدريب للفريق حضرت أعداد كبيرة للتأكيد على دعمهم للفريق ووقوفهم بجواره.
■ وما وجهتك المقبلة بعد تماثلك للشفاء؟
ـ سأعود للإسماعيلي بيتي الذي تربيت فيه، خصوصاً أن عقدي مستمر مع النادي لمدة موسم آخر.
■ هل تفكر في العودة للاحتراف الخارجي؟
ـ لو حصلت على عرض مناسب سأوافق عليه، لكن تفكيري حالياً ينصب في البرنامج العلاجي وإنهاء فترة التأهل.
■ هل يمكن أن نرى حسني عبد ربه بقميص الأهلي أو الزمالك الموسم المقبل؟
استحالة، لأن هذا الملف أغلقته من قبل، وأكرر لن ألعب في مصر سوى للإسماعيلي مع احترامي لكل الأندية، لأن علاقتي بالإسماعيلي قوية وكما يقولون علاقة أشبه بالزواج الكاثوليكي.
■ بصراحة هل رفضك للعب في الأهلى أو الزمالك خوف من الجماهير الإسماعيلاوية أم تقدير للنادي؟
ـ لأني أحترم الإسماعيلي، وأدين له بالفضل في الشهرة التي وصلت إليها، ومن خلالها انضممت للمنتخب الوطني، واحترفت خارج مصر، وأنا إسماعيلاوي بطبعي، ورحيلي من النادي بشكل نهائي لناد آخر في مصر صعب جداً، ولا أبالغ إذا قلت إنه ضرب من المستحيل، كما أنني أحترم جمهور الإسماعيلي وأقدرهم.
■ ما رأيك في أداء الإسماعيلي مؤخراً؟
ـ بصراحة أنا سعيد جدا بالمستوى الذى قدمه الفريق في الدوري والكونفيدرالية والبطولة العربية، رغم خروجه من الدور قبل النهائي للبطولة، وسعادتي أكبر بالروح العالية للاعبين وإصرارهم على الفوز في كل مباراة، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها النادي، لكن الشيء المؤكد أن الإسماعيلي ناد كبير وربما يمرض، لكنه لا يموت.
■ في رأيك ما حظوظ المنتخب الوطني في الوصول لنهائيات كأس العالم بالبرازيل؟
بالتأكيد، الجميع يتمنى أن يواصل المنتخب مشواره الطيب في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم ويحقق حلم الملايين بالتأهل لكأس العالم، وأعتقد أن المنتخب قادر على الفوز بمباراتيه المقبلتين أمام زيمبابوي وموزمبيق، وتصدر المجموعة، وتتبقى محطة أخيرة بالعزيمة والإصرار يستطيع المنتخب تجاوزها والحصول على بطاقة التأهل للمونديال.
■ تقارير صحفية ربطت بين إصابتك وخسارة المنتخب لجهودك في الفترة المقبلة.. كيف ترى هذا الأمر؟
بالتأكيد أنا حزين جدًا لغيابي عن مباراتي زيمبابوي وموزمبيق، وأتمنى أن ألحق بالمباراتين الفاصلتين في المرحلة النهائية وأشارك زملائي فرحة التأهل لكأس العالم، لأنه حلم جيل طال انتظاره وأقل هدية يمكن أن نقدمها للشعب المصري الذى يحتاج للفرحة في هذا التوقيت.
■ ما رأيك في دوري المجموعتين؟
قياساً بالظروف التي مرت بها البلاد، أعتقد أنه الحل الأنسب حتى نستطيع إنهاء الموسم في توقيت مناسب، لكن في اعتقادي أن النظام القديم للدوري أفضل بكثير، لأن المنافسة تكون شرسة بين الفرق وتعطي للبطولة طعمًا أفضل.