قررت محكمة جنايات القاهرة اليوم تأجيل قضية رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، والضابط السابق بأمن الدولة، محسن السكري لاتهامهما بقتل المطربة اللبنانية، سوزان تميم، الى جلسة غد الاربعاء، بهدف إجراء تجربة فنية داخل قاعة المحكمة سيتم فيها تصوير فيديو لأحد الأشخاص الموجودين بالقاعة بنفس جهاز الـ«DVR» وهو نفس الجهاز الذي التقط صوراً لمحسن السكري في دبي، على أن يتم استخراج الفيديو من الجهاز ويقوم مهندس استشاري احضره دفاع المتهمين، وآخر يعمل بالمونتاج لإجراء تعديلات في التوقيت والأشخاص الموجودين بداخل الفيديو، وهو ما طلبه الدفاع حتى يثبت للمحكمة أن الفيديو الذي ظهر فيه محسن السكري يمكن إحداث تلاعب به، وتستمع المحكمة أيضا في جلسة الغد إلى شهادة وكيل نيابة دبي. ومنع فريد الديب خلال جلسة اليوم موكله هشام طلعت مصطفى من الحديث عندما قاطع الأخير المحكمة وطلب أن يتحدث إليهم.
بدأت جلسة اليوم في الثانية عشر ظهراً، وهى الجلسة السابعة لمحاكمة مصطفى والسكري بتهمة قتل تميم في إمارة دبي، العام الماضي، وكعادتهم في كل جلسة: دخل السكري وسط حراسة أمنية إلى قفص الاتهام، وأعقبه مصطفى، وذلك بعد أن امتلأت قاعة المحاكمة بالمحامين وعدد من أقارب المتهمين، غير أن سحر، شقيقة هشام، غابت عن الحضور للمرة الرابعة، ولأول مرة تلتقط عدسات المصورين حوار دفيء وهادئ بين المحاميين فريد الديب، وبهاء أبو شقة، اللذين تحدثا إلى بعضهما البعض بصوت خافت، قبل بدء الجلسة بلحظات.
وأشار مصطفي إلى محاميه، حافظ فرهود بمجرد دخوله إلى قفص الاتهام، واقترب منه المحامي وبدا على رجل الأعمال الانفعال والغضب، وهو ما ظهر من خلال إشارات يده، إلا أن المحامي طمأنه واخبره بأن مفاجأة لصالحه ستشهدها تلك الجلسة، وخرجت هيئة المحكمة إلى المنصة وبدأت الجلسة باعتذار من المحامي فريد الديب، قال فيه بأنه يعتذر باسمه وباسم هيئة الدفاع عن المتهمين لمدير مكتب استشاري لشركة تركيب كاميرات المراقبة الذي حضر في جلسة امس وأدلى بشهادته وانتقدته النيابة العامة بسبب عدم إحضاره بطاقته.
وقال الديب في اعتذاره: إن الشاهد تعرض لهجوم قاس، وكان يجب عليه أن يحضر مدججاً بالمستندات التي تؤكد أقواله وخبرته العلمية، مبرراً أن شفيعه في عدم إخبار الشاهد بذلك أن المحكمة لم تعامل الشاهد الباكستاني بهذا الضغط والإرهاب، وانه يريد مجرد المساواة بين الشاهد المصري والباكستاني، مؤكداً أن تلك خطيئته حيث إنه لم يبلغه بذلك لأنه أعتقد ـ على حد قوله ـ أن جواز السفر فقط يكفي لأن المحكمة لم تطلب من شاهد الإثبات الباكستاني المستندات والشهادات العلمية التي حصل عليها.
وأكدت النيابة العامة أيضا أن الشاهد الذي حضر اليوم قال انه موزع كغيره من الموزعين، وهناك فارق كبير بين كونه وكيلا للشركة وموزعاً، وهو ما يتطلب توجيه أسئلة إليه لإثبات طبيعة عمله، وقالت النيابة إن أسئلتها للشاهد لم تمثل أي إرهاب، وعاتبت النيابة الديب على ما قاله بشأن الاعتذار.. وحضر الشاهد وقدم المستندات التي أوضحها الديب في الجلسة، وبدأت المحكمة في سماع شهادة إيهاب سعد صاحب شركة تركيب كاميرات وموزع هاني ويل في القاهرة، ومينا فايق (31 سنة) مخرج ومونتير، وهما الشاهدين اللذين احضرهما فريق دفاع المتهمين ليثبتوا للمحكمة من خلال تجربة فنية مدى إمكانية التلاعب في الفيديو أو الصور.
وخلال سماع شهادة الشهود قاطع هشام طلعت مصطفى المحكمة من داخل قفص الاتهام طالبا الحديث، فأسرع إليه فريد الديب، وضرب بيده على القفص وتحدث إليه غاضبا قائلا: «اسكت مش هتتكلم» وهو ما امتثل إليه مصطفي، وقررت المحكمة بعد سماع شهادتهما تأجيل القضية لجلسة اليوم لمشاهدة التجربة الفنية، التي احضرها الدفاع، وذلك بعد أن سمحت لهم بإحضار المعدات الفنية، وأيضا الاستماع إلى وكيل نيابة دبي شعيب على أهلي الذي أجرى التحقيقات في القضية ومعاينة لمكان الحادث.