قالت مصادر مطلعة إن جهاز المخابرات العامة أرسل تحذيرات شديدة اللهجة إلى المسؤولين الإسرائيليين، لوقف الشائعات حول سيناء، «لأنها تضر بمصلحة هذه البقعة من أرض مصر»، كما أن الشائعات حولها تمثل خطرًا جسيماً على الوضع السياسي والاقتصادي المصري.
وقال مصدر بالمخابرات العامة، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، إن إسرائيل زعمت، الأربعاء الماضي، أنه تم إطلاق صواريخ على مدينة إيلات الإسرائيلية من سيناء، وأمر وزير الدفاع بتشكيل لجنة من الجيش الثالث الميداني وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية لتقصي الأمر.
وأشار المصدر إلى أن اللجنة انتهت من أعمالها، وأعدت تقريرًا سلمته للجهات المختصة، ولا يوجد بالتقرير أي دلائل على إطلاق هذه الصواريخ من سيناء.
وأضاف أن اللواء رأفت شحاتة، رئيس المخابرات العامة، اتصل بالمسؤولين الإسرائيليين، ونقل إليهم غضب السلطات المصرية من الشائعات التي تطلقها إسرائيل من وقت لآخر حول سيناء.
وتابع المصدر أن إسرائيل تهدف طوال الوقت إلى خلق صورة لدى دول الغرب بأن سيناء تمثل خطراً كبيراً عليها، وتشيع أن العناصر الجهادية الموجودة في سيناء تمثل تهديداً خطيراً على أمن إسرائيل، «وهو أمر غير حقيقي»، مشيراً إلى أن «تصرفات إسرائيل تجاه سيناء تشير إلى أنه ما زالت لديها مطامع في هذه البقعة الغالية من أرض مصر».
وأضاف أن المخابرات العامة لديها معلومات مؤكدة حول سعي إسرائيل الدؤوب إلى فرض «الوصاية» الدولية على سيناء، وتحجيم وجود القوات المسلحة بها، والتدخل الخارجي بها، تحت زعم محاربة الإرهاب الذي يهدد وجود الكيان الصهيوني، وأشار إلى أن أجهزة الدولة تكثف جهودها لحماية سيناء من الأطماع الخارجية فيها، خصوصاً من الجانب الإسرائيلي.
وأكد المصدر أن أجهزة الأمن المصري تبدي تعاوناً كبيراً مع الجانب الإسرائيلي في حالة شكوى الطرف الآخر من أي اختراقات أمنية، وتحقق في أي اعتداء على الفور، وتبلغ إسرائيل بنتائجه، مشيراً إلى أن إسرائيل تهدم بهذه الشائعات كل أواصر التعاون الأمني بين الجانبين، خصوصاً مع إطلاقها هذه الشائعات بالتزامن مع احتفالات مصر بالذكرى 31 لتحرير سيناء.
وشدد المصدر على أن تصدير فكرة غياب الأمن في سيناء للرأي العام الدولي والمحلي يقلل فرص الاستثمارات التي تعتبر شبه متوقفة تماماً في سيناء حالياً، بسبب هذه الشائعات، كما أن خطر المزاعم الإسرائيلية يؤثر على مناخ الاستثمار المصري بشكل كامل، وأشار إلى أن القوات المسلحة تتبنى حالياً خطة طموحة لتنمية سيناء وتعميرها بشكل جدي، «لأن تنمية هذه الأرض هي السبيل الوحيد لمواجهة الأطماع الخارجية فيها».