وقفت سيدة فى حيرة من أمرها فى ردهة نيابة الدخيلة، وبلغ بها التعب أشده، فلم تجد غير جدران المحكمة، تستند إليها، وألقت برأسها بين يديها.
اقتربنا منها وبصوت ضعيف يخرج منها قصت حكايتها لـ«إسكندرية اليوم» وكأنها وجدت بريق أمل فى ظلمة لياليها. قالت: اسمى «مديحة» أقيم فى القاهرة ومن كثرة حبى للإسكندرية قررت أن أقوم بشراء شقة، وقمت بالفعل بشراء شقة بمنطقة الدخيلة، بمبلغ 65 ألف جنيه دون تشطيب، وقمت بعمل توضيبات بها بمبلغ 65 ألف جنيه أخرى، وكنت سعيدة جداً بأننى سأقيم فى الإسكندرية فأحضرت بعض العمال لعمل التجهيزات فى الشقة، وفوجئت بأن أحد المحضرين جاء إلى الشقة فى عدم وجودى، وأعطى العمال ورقة تفيد بتمكين سيدة أخرى من الشقة وعندما علمت بذلك جن جنونى فذهبت إلى الشخص الذى اشتريت منه الشقة وقال لى: «إنتى اشتريتى بحسن نية وإنتى كمان بيعى بحسن نية بمعنى إنى أبيع الشقة لضحية أخرى». وتضيف صاحبة الشكوى: «طبعا ضميرى وجعنى وماحبتش أنصب على ناس ملهاش ذنب»، وذهبت إلى المحامى، وقال لى إنتى اتنصب عليكى وقمت بتحرير محضر.
وأضافت: «لم أتوقع يوماً أننى سأحضر إلى المحكمة لأضمن حقى لأننى إنسانة مسالمة»، وتحاول السيدة أخذ نفسها بصعوبة شديدة وتواصل: أعمل إيه، فلوسى راحت منى وبأصرف على القضية كتير وأولادى قاعدين عند الجيران وأنا «متبهدلة» فى المحكمة، أنا بس عايزة حقى مش أكتر حرام هو أنا عشان طيبة يبقى آخرتها أترمى فى الشارع أنا وأولادى.
أخرجت السيدة منديلاً من حقيبة يدها، جففت به دموعها ثم دخلت حجرة شادى شنيشن، وكيل نيابة الدخيلة، وقدمت إليه مذكرة تتهم فيها سمساراً بالنصب عليها، وعلى الفور أمر وكيل النيابة، باستدعائه وسماع أقواله. وبحضوره إلى سراى النيابة، أمر بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة النصب، وتحرر محضر رقم 13256 لسنة 2010 جنح الدخيلة.